أكد إدريس الكراوي، رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة ورئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، أمس الخميس بالداخلة، أن الذكاء الاقتصادي بإمكانه المساهمة في تعزيز آفاق التطور الترابي في إفريقيا. وقال الكراوي، في مداخلة له خلال جلسة في موضوع « آفاق التطور الترابي، نظرات إفريقية » نظمت في إطار الملتقى الثاني لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، إن الذكاء الاقتصادي، الذي يتم اعتماده في المجال الترابي، يمكن من بلوغ العديد من الأهداف في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها. وأوضح، في هذا الصدد، أن الذكاء الاقتصادي يساهم في تعزيز قدرات الدول والجماعات الترابية والمقاولات والجامعات ومراكز البحث والفاعلين الجمعويين، من أجل فهم وتحليل البيئة التي يعملون في إطارها، بهدف زيادة قدرتهم على التكيف مع الحقائق المتغيرة لهذه البيئة. وأضاف أن الذكاء الاقتصادي يمكن من توقع واستباق التطورات المستقبلية في هذه البيئة وتحديد استراتيجيات المنافسين الشرعيين والأعداء المحتملين، ما يؤدي إلى تعزيز قدراتهم في مجال اليقظة الاستراتيجية، فضلا عن أنه يوفر الظروف اللازمة للخلق والابتكار من أجل رفع الأداء العام لهيئاتهم. وأشار الكراوي إلى أن الذكاء الاقتصادي يمكن كذلك من امتلاك الوسائل والأدوات اللازمة لحفظ الموروث المعلوماتي وحماية الهيئات والمنظمات من المخاطر الرئيسية والتقلبات وحالات عدم اليقين بشكل عام، مما يساعد على ضمان السيطرة الاستباقية على الكوارث من جميع الأصناف وبشكل مترابط لتحقيق الأمن الشامل للمجال الترابي. من جهة أخرى، تساءل السيد الكراوي عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الذكاء الاقتصادي الترابي في مجال تحسين وتقوية تنافسية المقاولات والمجالات الترابية في إفريقيا الغد. وأشار، في هذا السياق، إلى أنه على الرغم من التناقض الذي قد يظهر، فإن العولمة تتم مواكبتها اليوم من خلال تجدد الاهتمام بالمجالات الترابية وتدبير قضايا التنمية عن قرب. ولذلك، يضيف الكراوي، فإن إعادة توطين الشبكات الكبرى عبر الوطنية، مثل إحداث شركات جديدة، يتم في الوقت الراهن على أساس قدرة المجالات الترابية على تهيئة الظروف من أجل جذب أمثل للمستثمرين المحتملين، سواء كانوا مواطنين أو أجانب. وأوضح، في هذا الإطار، أن المنافسة بين المقاولات في طريقها لأن تتحول إلى منافسة بين المجالات الترابية (المدن والحواضر الكبرى والجهات)، لذلك فإننا نشهد وضعا غير مسبوق في الاقتصاد. فمن جهة، أضحت المجالات الترابية هي الفاعل الحقيقي للمقاولات، ومن جهة أخرى، فإن محددات القدرة التنافسية لا تتغير فقط بشكل جذري من حيث طبيعتها، بل إنها تنتقل من منافسة حول أسعار وجودة المنتوجات والخدمات إلى منافسة تبرز مفاهيم القرب والحركية ونوعية المؤسسات والمنظمات والإدارة وغيرها. وخلص إلى أن القارة الإفريقية مدعوة إلى تعزيز آفاق تطورها الترابي، من خلال دعم وتثمين مواردها البشرية والطبيعية وتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والجيو استراتيجية، من أجل إرساء نموذج تنموي خاص بها، وتحديد علاقتها المستقبلية مع بقية العالم. يذكر أن الملتقى الثاني لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، المنظم تحت شعار « الذكاء الاقتصادي وآفاق التطور الترابي بإفريقيا »، افتتح أشغاله، أمس الخميس بالداخلة، بمشاركة نحو 26 بلدا إفريقيا. ويتوخى هذا الملتقى، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الفترة ما بين 19 و23 يونيو الجاري، تسليط الضوء على واقع التجارب الوطنية الإفريقية بشأن الذكاء الاقتصادي الترابي، من خلال مقاربة أكاديمية وسياسية وعلمية.