يتقدم عشرة سياسيين من حزب المحافظين البريطاني اليوم الاثنين لتسجيل ترشحهم لتولي رئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة الحكومة خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، وفي مقدمتهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون. واستقالت ماي من مهامها على رأس الحزب قبيل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات، بسبب فشلها في الحصول على دعم البرلمان لاتفاقها حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ويعتبر اليوم هو المرحلة الرسمية الأولى من سباق رئاسة الوزراء البريطانية، حيث يتطلب من كل مرشح الحصول على دعم ثمانية من نواب البرلمان لدعم ترشيحه. ويواجه حزب المحافظين صعوبة كبيرة؛ فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من يونيو/حزيران الجاري أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية -وهي نتيجة مهينة- لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية المرتبة الرابعة. وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى منتصف عام 2016. ويختلف المرشحون لخلافة ماي حاليا على الإستراتيجية التي يجب اتباعها بشأن البريكست، فمن بينهم من يريد إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ولو بدون اتفاق، ومنهم الذين يؤكدون أنهم قادرون على إعادة التفاوض. وفي الفئة الثانية، يؤكد وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت أنه « واثق تماما من أنه إذا تبنينا الأسلوب الصحيح في هذا الشأن، فإن الأوروبيين سيكونون مستعدين للتفاوض »، مستندا في ذلك إلى حديث أجراه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأكدت الدول ال27 مرارا أنها لن تغير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في نونبر بين لندن والمفوضية، ورفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات. تعددت قناعات المترشحين لمنصب رئاسة الحزب؛ بين مؤيد ومعارض لاتفاق بريكست، خاصة أن الفائز برئاسة الحزب يتولى حكما منصب رئيس الحكومة، وستكون مهمته الرئيسية إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ففي فئة المؤيدين لخيار الخروج دون اتفاق يترشح كل من أندريا ليدسوم التي شغلت منصب وزيرة مكلفة بالعلاقات مع البرلمان، بالإضافة إلى إيستير ماكفي وهي وزيرة سابقة للعمل والمعاشات التقاعدية. أما بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق، وأحد أهم مهندسي فوز تيار بريكست في الاستفتاء، فيضع نفسه ضمن الفئة المنفتحة على عدم الاتفاق، بالإضافة إلى المصرفي السابق ساجد جاويد، ودومنيك راب النائب الليبرالي. أما المعارضون للخروج دون اتفاق فيترشح منهم كل من وزير البيئة مايكل غوف، ووزير الخارجية الحالي جيريمي هانت، والنائب مارك هاربر، ودودي ستيوارت وزير التنمية الدولية الحالي، بالإضافة إلى مات هانكوك وزير الصحة. أما وزير الجامعات سام دجيماه فيعارض الخروج دون اتفاق، ويدفع باتجاه استفتاء ثان حول بريكست. بوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي، والعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين، هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض. ويهدد جونسون بعدم دفع كلفة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده. ويبدو أن جونسون سيكون الأوفر حظا في المراهنات، ويشكل هدفا للمرشحين الآخرين الذين يرون فيه خصما رئيسيا، يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي.