تواصلت الثلاثاء ردود الفعل المنددة او الرافضة لاعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة. واحتلت إسرائيل الجولان في حرب يونيو 1967، وضمتها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. أعلنت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا وبولندا، الأعضاء في مجلس الأمن، الثلاثاء رفضها القرار الأميركي. وقال سفراء هذه الدول، طبقا لقرارات الأممالمتحدة، « لا نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان » التي « لا نعتبرها جزء ا من أراضي دولة إسرائيل ». أعلنت السعودية الثلاثاء « رفضها التام واستنكارها » لاعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مؤكدة أنها « أرض عربية سورية محتلة »، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس). وأكدت السعودية، الحليف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة، في البيان أن قرار ترامب « هو مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي »، محذرا من « آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط ». أعربت الإمارات الثلاثاء عن « أسفها واستنكارها الشديدين » للقرار الأميركي، مؤكدة أن الخطوة » تقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة »، مؤكدة على « عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية ». كما دانت قطر والكويت والبحرين القرار الأميركي. دانت وزارة الخارجية الفلسطينية القرار الأميركي الثلاثاء، معتبرة إياه « تماديا في انقلاب الإدارة الاميركية على مواقف وسياسة الإدارات السابقة، وعدوانا صريحا على الحقوق العربية، وانتهاكا صارخا للشرعية الدولية وقراراتها ». وأكدت الوزارة الفلسطينية أن اعتراف ترامب « لن ي غير من حقيقة احتلال إسرائيل للجولان والأرض العربية والفلسطينية في شيء، وأن الجولان سيبقى جزءا لا يتجزأ من الشقيقة سوريا ». وكان ترامب اعترف العام الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتم نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب الى القدس، في إجراء رفض الإقدام عليه الرؤساء الأميركيون السابقون، وأثار تنديدا عربيا واسعا. وقد توتر العلاقات الفلسطينية الأميركية مذاك. أكد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه الثلاثاء رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين في موسكو أن قرار ترامب » يوم أسود يشهده العالم، وعمل تعسفي يناقض الشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول ». بدوره، دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إلى اعتماد خيار « المقاومة » لاستعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل، غداة اعتراف واشنطن بسيادتها على هضبة الجولان السورية، مطالبا جامعة الدول العربية بالتحرك في قمة تونس بعد أيام. أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم الثلاثاء أن الجولان المحتل « أرضا سورية أصيلة، لا بد من إرجاعها للسيادة السورية كاملة وحسب قرارات مجلس الأمن، ونرفض ضمها الى الكيان الصهيوني تحت أي مبرر ». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية « إن تقادم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها لا ي كسبه الشرعي ة في السيادة عليها ». علقت الحكومة السورية على اعتراف واشنطن الإثنين بضم الجولان السوري المحتل الى إسرائيل بالقول « في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، أقدم الرئيس الأميركي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني ». وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية إن « ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة »، مضيفا « هذه السياسة العدوانية » تجعل « من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار ». رفض الأردن الاثنين قرار ترامب، وأكد أنه « لا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية ». وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان إن « موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم ». دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الاثنين « بأشد العبارات » الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا انه « باطل شكلا وموضوعا ». والإثنين، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان ب »التاريخي »، وقال إن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية، مضيفا « لن نتخلى عنها أبدا ». وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك الاثنين أن الوضع القانوني للجولان « لم يتغير » بعد قرار الرئيس الأميركي.