أبلغت السعودية المسؤولين اللبنانيين الأربعاء رفع حظر السفر المفروض على رعاياها الى بيروت، وفق ما أعلن سفيرها لدى لبنان، بعد ثلاث سنوات من فرضه. وطلبت السعودية في 24 شباط/فبراير 2016 من رعاياها مغادرة لبنان وعدم زيارته، بعد أيام من وقفها مساعدات عسكرية مخصصة له، جراء مواقف « مناهضة » للمملكة، عزتها آنذاك إلى « مصادرة » حزب الله، إرادة الحكومة اللبنانية. وأعلن السفير السعودي وليد البخاري بعد لقائه والموفد الملكي السعودي نزار العلولا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في بيروت، « سيتم رفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان ». وأوضح وفق تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام، الرسمية في لبنان، « نظرا لإنتفاء الأسباب الأمنية التي دفعتنا لتحذير رعايانا من السفر ونتيجة التطمينات التي سمعناها، نرفع تحذيرنا للمواطنين المسافرين الى لبنان ». والتقى العلولا الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، مؤكدا « وقوف السعودية الى جانب لبنان ومساعدته في المجالات كافة بهدف تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين ». ولطالما شكلت السعودية حليفا تقليديا لعائلة الحريري ولاعبا رئيسيا في المشهد السياسي في لبنان. واستقطبت بيروت حصة الأسد من السياح السعوديين، إلا أن الحضور السعودي تراجع تدريجيا خلال السنوات الأخيرة. وحذرت الرياض رعاياها من القدوم الى لبنان قبل ثلاث سنوات، وتبعتها دول خليجية عدة بينها الإمارات والكويت وقطر، بعد امتناع لبنان عن التصويت خلال اجتماع لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي على بياني ادانة هجوم محتجين على بعثات دبلوماسية سعودية في ايران مطلع العام 2016. وسبق هذا الامتناع توجيه حزب الله وعلى لسان أمينه العام حسن نصرالله انتقادات لاذعة للسعودية، على خلفية النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عربيا ضد الحوثيين القريبين من ايران، والنزاع في سوريا حيث تدعم الرياض المعارضين للنظام السوري. واتهمت السعودية حينها حزب الله المدعوم من ايران، خصمها الاقليمي اللدود، ب »مصادرة إرادة الدولة ». كما توترت العلاقات بين البلدين، إثر تقديم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة بشكل مفاجئ عبر خطاب تلفزيوني من الرياض في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، متهما حزب الله وايران ب »الهيمنة » على لبنان، في خطوة بدا واضحا أنها أتت بضغط سعودي. وبقي الحريري لأسبوعين في الرياض وسط ظروف غامضة، ليغادرها الى باريس ومنها الى بيروت إثر وساطة تولاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد في مقابلة مع قناة فرنسية في أيار/مايو أن الحريري كان محتجزا . ويكرر الحريري نفيه أن يكون اح تجز في السعودية أو أ رغم على تقديم استقالته، من دون أن يكشف تفاصيل ما حدث معه.