عرفت أولى جلسات محاكمة القيادي بحزب العدالة والتنمية، صباح اليوم الثلاثاء بفاس، حضور أعضاء من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بالإضافة إلى أعضاء من قيادة شبيبته، والذي يتزعمهم رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران. وجاء حضور بنكيران، بعدما تبنى موقف وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، مصطفى الرميد، الذي اعتبر أن القضية « ردة ونكوص وانقلاب في مسار العدالة في المغرب »، وذلك في تدوينة كان قد نشرها على صفحته الرسمية في « فيسبوك » عقب القرار الذي اتخذه قاضي التحقيق. وعرفت جنبات المحكمة حضور عشرات المحامين المنتمين إلى الحزب، من ضمنهم الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية محمد أمكراز، ورئيس جمعية محامون من أجل العدالة، عبد الصمد الإدريسي، بالإضافة إلى محامين آخرين سينضمون إلى هيأة دفاع حامي الدين أمام هيأة الحكم بالغرفة الجنائية بفاس، فضلا عن حافلات حملت العديد من أعضاء من شبيبة « المصباح ». وقد أجمعت قيادات الحزب خلال الاجتماع الذي عقدته الامانة العامة في وقت سابق، مباشرة بعد قرار قاضي التحقيق متابعة عبد العالي حامي الدين بتهمة المشاركة في قتل الطالب اليساري عيسى آيت الجيد، على تضامنها مع حامي الدين دون افصاحها عن الجهة التي تتحمل المسؤولية في تحريك الملف من جديد،مؤكدة بان قرار متابعة حامي الدين هو قرار متهافت قانونيا ولم يؤسس على أي مرتكزات قانونية مقنعة. من جهة أخرى، لا يزال قضاة الودادية الحسنية يرفضون تدخل قيادة البيجيدي في المحاكمة، كما رفع محاميان دعوى قضائية ضد مصطفى الرميد يشتكيان فيها مما وصفوه ب »تدخل الرميد في استقلالية القضاء »في قضية معروضة أمام القضاء. وللإشارة فإن أطوار قضية مقتل الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد، تعود إلى 25 فبراير 1993، حينما أوقف فصيل من الطلبة ، سيارة أجرة تقل طالبين يساريين، وانهالوا عليهما بالضرب، ما سبب وفاة أيت الجيد وإصابات بليغة في حق الطالب الثاني. وكان القضاء قد برأ المتهم الرئيسي وهو القيادي بحزب « البيجيدي » حامي الدين في الوهلة الأولى، وهو ما لم يتقبله أهل الضحية، الذين أصروا على اتهام حامي الدين ب » المشاركة » في الجريمة. وقد برزت القضية من جديد، بعد مرور حوالي 25 سنة، بحيث قرر قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف بفاس، متابعة القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي، بجناية المساهمة في القتل العمد وإحالته على غرفة الجنايات، في قضية مقتل الطالب اليساري أيت الجيد بنعيسى.