تحول غضب نشطاء الفيسبوك من ظاهرة « الرقية الشرعية » بعد فضيحة « راقي بركان » إلى غضب من الحكومة بعد أن ألمح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الحكومة، إلى إمكانية تقنين هذه الظاهرة لقطع الطريق على أشخاص لا يربطهم بالرقية الشرعية سوى الإستغلال الجنسي للنساء اللواتي يطرقن أبوابهن بحثا عن العلاج من الصرع والمس، وغيرها من الأمراض التي عجر الطب الحديث عن علاجها، وفق تعبير بعض الرقاة. ووصف أحد الفيسبوكيين ما جاء على لسان مصطفى الخلفي حول هذا الموضوع ب « التخراف ديال الحكومة المغربية الموقرة »، مشيرا أن تصريحه يستدعى حركة السترات الصفراء بالمغرب للإعتصام في الساحات العمومية « حتى ترجع الحكومة لرشدها حفاظا على صحة المواطن والعرض والشرف ديال النساء المغربيات! ». وأضاف أن « الحديث عن « التقنين » يعني أن ممارسة « الرقية الشرعية » معترف بيها من طرف الدولة، ولازمها غير التقنين… »، قبل أن يختم تدوينته قائلا: « هذا هو التخربيق بعينه في الوقت للي الجميع عارف بللي الواحد للي مريض بالسل أو بالحلاقم أو بالبواسر أو بالسرطان أو بمرض نفسي ماكايداويهش القرآن الكريم وماعمرو غادي يداويه، وأن هاذ الأمراض هي من اختصاص الطب والعلوم النفسية والعصبية كما هي متعارف عليها كونيا!! » واعتبر ناشط آخر أن ضبط ظاهرة الرقية الشرعية بنص قانوني يعني « تطبيع مع الدجل والاسترزاق باسم القرآن والعقيدة، وموافقة على مظاهر الابتزاز والاغتصاب التي باتت هذه الخرافة غطاء لها ». وبحسب نفس المتحدث، فإن القضاء على « الخرافة » لن يتحقق بالإعترف بها من الناحية القانونية، « وإنما بترسيخ التفكير العلمي وتربية النشء على احترام التخصصات والحدود، وتعيمهم الخرافة كخرافة، والعلم كعلم ». ووصف أحد مغاربة الفيسبوك سعي الحكومة إلى تقنين محلات الرقية الشرعية ب « الأمر الخطير للغاية »، معتبرا أن « الرقية الشرعية، وجه فقط من أوجه استغلال الدين في مآرب أخرى، لا أريد أن أقول سياسية حتى لا أوجه أصابعي إلى حزب معين دون آخر، ولا أريد أن أقول مادية، فافتضاحُ « راقي الجنس » يكشف المستور عن فئة أخرى لا تختلف كثيرا عن من يضاجعون الدمى والموتى ». وقبل أن تدخل الحكومة على خط ظاهرة الرقية الشرعية عبر وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، كانت البرلمانية عن الإتحاد الإشتراكي، حنان رحاب، قد طالبت بإغلاق « حوانيت الرقية الشرعية »، لكن في الوقت الذي حظيت هذه الدعوة بدعم عدد من الغاضبين من الظاهرة، أثارت ردود أفعال غاضبة وسط بعض الرقاة المعروفين على فيسبوك وصلت إلى حد « التكفير » و »الشيطنة ».