كانت جل خطبك غالبا ما يتعقبها استفسارات من طرف السلطات، لكن ما هي الخطبة التي كانت وراء توقيفك نهائيا عن إلقاء خطبة الجمعة؟ تسأل "الصباح" في عدد يوم الإثنين 30 يوليوز الجاري، عبد الباري الزمزمي، فكان جواب الفقيه المثير للجدل:"ظللت أتعرض للاستنطاق طيلة مهامي بمسجد الحمراء، لكن كان الأمر يتوقف عند الاستفهام فقط، إلى حين عُين عبد الرحمان اليوسفي وزيرا أول في أواخر أيام الحسن الثاني رحمه الله، وحينها كتبتُ مقالا في جريدة حركة التوحيد والإصلاح، التي كنت أكتب فيها باستمرار، وكان الموضوع حول مفهوم الشهيد. وتعود أسباب نزول هذا المقال إلى أن القضية الفلسطينية كانت مشتعلة آنذاك، وكان فدائيون يسقطون فيُنعتون بالشهداء، علما أن هناك فلسطينيين ميسحيين وآخرين ماركسيين لا دين ولا ملة لهم، وكان عندما يُقتل أحد هؤلاء يُطلق عليهم لقب الشهيد، فحاولت من خلال المقال أن أوضح مفهوم الشهيد وصفاته في الإسلام ومن يستحق هذا اللقب من الناحية الشرعية، وفُهم ما كتبت على أنه موجه إلى زعيم الاتحاد الاشتراكي المهدي". وأضاف الزمزمي:"في حين إنني لم أذكر لا بنبركة ولا بنمسعود، إذ كان المقال يتناول مفهوم الشهيد من الناحية الشرعية فقط، لكنهم ظنوا أني أقصد به زعيمهم فثارت ثائرتهم ونظموا ضد حملة شعواء، من خلال العديد من المقالات في جرائدهم التي أمطروني فيها بوابل من الشتائم، فلم يراعوا حرية الرأي والديمقراطية التي لطالما يتشدقون لها..."
وفي هذا السياق، يضيف الزمزمي، تجرد عبد الرحمان اليوسفي "رضي الله عنه وأرضاه"، من ديمقراطيته ومن عدالته وإنصافه وضغط على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لكي يوقفني عن إلقاء خطبة الجمعة ... وكان ذلك خلال سنة 2001، علما أنه سبق توقيفي مرات عديدة بسبب المواضيع التي كنت أتناولها في خطبة الجمعة، لكن مدة التوقيف قصيرة لا تتعدى الشهرين ...