سألناه عن قضية ما بات يعرف بالشيخ النهاري واهداره لدم رئيس تحرير يومية "الأحداث المغربية" وعن حركة "مصايمينش" وكل الغليان الذي يمور به المجتمع المغربي من حراك بين العلمانيين والحداثيين، فخصنا بهذا التصريح السمعي البصري. أوضح السوسيولوجي محمد جنجار أن التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع المغربي منذ بداية القرن العشرين والتي تسارعت بعد الاستقلال هي تحولات تتجاوز إرادة الفاعلين لأنها ظواهر اجتماعية تشتغل في كل المجتمعات المعاصرة.
وقال جنجار في حوار ل "فبراير.كم" أن "تصريحات السياسيين تبقى ثانوية مادام أن الصراع القيمي الحاصل في المجتمع الآن طرفه الأبرز هو المنظومة القيمية التقليدية التي بدأت تتشظى كحال المنظومة البطريكية.
كما أن" المجتمع المغربي بات يتجه نحو البدائل سواء في هيكلة الأسرة وتعدد أنماطها، مثل إعادة بناء العلاقة بين الإناث والذكور داخل الأسرة والعلاقة بين الأجيال في طور التغير".
وأوضح جنجار أن المغاربة الآن هم في "صدد البحث عن المنظومة القيمية الجديدة سواء عبر إعادة بناء المنظومة التقليدية أو والمنظومة الجديدة الحداثية لم تنزل بعد، وهو ما يجعلهم في حالة "بريكولاج" حتى ينقشع هذا الصراع بين المنظومتين.
وقال أن السبب في هذا التغير هو كون المنظومة التقليدية لم تعد تفرض نفسها على المجتمع المغربي، والدليل هو خروج داعية بين الفينة والأخرى ليفرض قيم هذه المنظومة.