حظيت فكرة انشاء مرصد افريقي للهجرة والتنمية، التي اقترحها الملك محمد السادس، باهتمام كبير من لدن المشاركين في اشغال الدورة الثانية للحوار السياسي،التي انعقدت الثلاثاء بمقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بباريس. وكان الملك محمد السادس، قد اقترح متم يناير الماضي في اطار الاجندة الافريقية للهجرة، التي عرضت على القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي، انشاء هذا المرصد،ومنصب مبعوث خاص للاتحاد الافريقي مكلف بالهجرة. وكان الملك محمد السادس قد أكد في رسالة موجهة الى القمة ان المرصد الافريقي للهجرة الذي سيقوم عمله على ثلاثة محاور هي « الفهم والاستباق،والمبادرة » سيعهد اليه بتطوير عملية الرصد، وتبادل المعلومات، بين البلدان الافريقية من اجل تشجيع التدبير المحكم لحركة المهاجرين، مقترحا ان يحتضن المغرب مقر المرصد. وبسط الحبيب ندير الكاتب العام للوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج،وشؤون الهجرة، في تدخله خلال الحوار السياسي المنظم من قبل مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فكرة هذا المرصد، الذي يراد له ان يشكل اداة فعالة لجمع وتحليل المعطيات حول الهجرة. وتطرق المسؤول المغربي الى انخراط المغرب في مجال الهجرة على كافة المستويات، مستعرضا سياسة الهجرة التي تنهجها المملكة بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ 2013 ، والنتائج الجيدة التي اسفرت عنها. كما تناول الجهود التي يبذلها المغرب، على المستوى الاقليمي، مذكرا بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ينظر اليه كرائد في قضية الهجرة بافريقيا . وقال ندير ان الدور النشط الذي يضطلع به المغرب على المستوى الدولي، كان وراء اختياره لاحتضان في دجنبر المقبل، حدثين هامين حول الهجرة،هما منتدى الهجرة والتنمية الذي ستترأسه المملكة الى جانب المانيا، والمؤتمر الحكومي للامم المتحدة، الذي يهدف الى تبني ميثاق عالمي للهجرة الآمنة ،المنتظمة والنظامية. وكان بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية قد أكد خلال افتتاح أشغال القمة البرلمانية العالمية لمكافحة الجوع وسوء التغذية أن هذا الحدث الدولي استهدف دراسة ومناقشة الوسائل الضرورية لمواجهة هذا التحدي العالمي وذلك عبر اعتماد مقاربة متعددة الأطراف مشيرا إلى أن روح أجندة 2030 لمنظمة الأممالمتحدة تفرض على الجميع المساهمة في اعتماد أسس وأساليب عمل جديدة من أجل تسهيل الحوار على جميع المستويات . وبعد أن أكد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه البرلمانات والحكومات والمجتمع المدني وكذا الأوساط الأكاديمية والفاعلين الاقتصاديين في المجال الفلاحي والمقاولات والشركات في القضاء على الجوع وتحسين التغذية على مستوى العالم أوضح سانشيز أن هذا الملتقى الذي استمر يومين شكل مناسبة مواتية لتبادل الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة إلى جانب العمل على إنشاء شبكة من التحالفات البرلمانية لتحقيق الأهداف التي تضمنتها أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 مع الاهتمام والعناية أكثر بالمناطق والأشخاص الأكثر هشاشة في العالم . ومن جهتها أكدت نيفين ميميسا المفوضة الأوربية المكلفة بالتعاون الدولي والتنمية أن الالتزام القوي للبرلمانيين يظل أمرا أساسيا ومحوريا من أجل الحفاظ على الزخم الذي يواكب المجهودات والمبادرات الموجهة لمحاربة جميع أشكال الفقر وسوء التغذية وجعل هذه الآفات ضمن الأولويات الكبرى للدول والحكومات مع ضمان مواكبة كل هذه الالتزامات الموجهة للقضاء على الفقر وسوء التغذية بسياسات وبرامج وموارد مالية على الصعيد الوطني من أجل كسب هذا الرهان . وبدوره دعا بيو غارسيا إيسكوديرو رئيس مجلس الشيوخ الإسباني ( الغرفة العليا للبرلمان ) إلى دعم وتعزيز فعالية عمل وتدخلات البرلمانيين وممثلي الأحزاب السياسية في الجهود المبذولة للقضاء على الفقر وسوء التغذية مؤكدا التزام مجلس الشيوخ من أجل العمل على جعل هذا الاجتماع خطوة حقيقية في طريق تجسيد الحق في الغذاء للجميع على أرض الواقع . أما خوسي غارسيا داسيلفا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو ) فأكد من جانبه أن » عمل البرلمانيين هو أساسي لوضع الأمن الغذائي والتغذية على أعلى مستوى في السياسات التشريعية » مشيرا إلى أن مؤشرات سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي تسجل تحسنا ملحوظا حين تكون السياسات والبرامج العمومية مدعومة بمنظومة تشريعية مستقرة وفعالة . ووفقا لتقديرات منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو ) فإن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم ارتفع عام 2017 ليصل إلى 821 مليون شخص ومقابل ذلك سجلت معظم أنحاء العالم خلال نفس السنة ارتفاعا في وتيرة الزيادة في الوزن والسمنة .