يبدأ موسم منح جوائز نوبل الاثنين مع تداول أسماء الأميركي إدوارد سنودن والبابا فرنسيس والباكستانية ملالا يوسفزاي لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2014. وبعدما سلطت الأضواء عام 2013 على جائزة نوبل للفيزياء التي كافأت البلجيكي فرنسوا انغليرت والبريطاني بيتر هيغز لأعمالهما حول "بوزون هيغز" وهو من الجسيمات الأولية، تتركز التكهنات هذا العام بصورة خاصة على جائزتي نوبل للسلام والآداب. وتم تلقي عددا قياسيا من الترشيحات بلغ 278 إسما لجائزة نوبل للسلام التي ستمنح في العاشر من أكتوبر الجاري، وإن كانت القائمة الشاملة سرية إلا أن بعض الأسماء كشفت من قبل من اقترحها مثل سنودن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية الذي كشف حجم برنامج المراقبة الالكترونية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة، وذلك حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في قصاصة لها. وكريستيان برغ هاربفيكن مدير معهد الأبحاث حول السلام في أوسلو من الخبراء النادرين الذين نشروا قائمة بالمرشحين الأوفر حظا حتى وان لم يسبق له ان حزر اسم الفائز من قبل. وهذه السنة وضع البابا في المرتبة الأولى متقدما على سنودن مقرا بان الأخير سيكون مرشحا مثيرا للجدل "بما أن العديد لا يزالون يعتبرونه خائنا وشخصا خرق القانون". وكتب موقع نوبليانا الإلكتروني النروجي أنه إذا اتفق الأعضاء الخمسة في لجنة نوبل على اسم سنودن الذي لجأ إلى روسيا "فسيؤكدون على استقلاليتهم". من جهته قال روبرت هارد رئيس منظمة "المدافعين عن الحقوق المدنية" السويدية غير الحكومية أن "هذا الأمر سيثبت عن شجاعة". وأضاف "لكن إذا ما نظرنا إلى الماضي لا أعتقد أنه أمر وارد، إنها مسألة مثيرة للجدل والدول الاسكندينافية متمسكة كثيرا بالولاياتالمتحدة". كما أن البابا الذي هو على رأس التوقعات في شركة بادي باور للرهانات، مرشح يثير انقسامات. ويقول هاربفيكن إن "الظلم الكبير في توزيع الثروات في العالم أساء إلى السلام والبابا حول الانتباه إلى مصير الفقراء والحاجة إلى منطق جديد للتنمية وإعادة التوزيع الاقتصادية". لكن خبراء آخرين يرون أن لجنة نوبل لا تريد التعرض للانتقادات ذاتها كما عندما اختارت باراك أوباما في 2009 بعد أقل من عام على وصوله إلى البيت الأبيض. وبعض الأسماء المطروحة كانت أيضا من بين المرشحين الأوفر حظا العام الماضي مثل ملالا يوسفزاي الناشطة في حق التعليم التي كانت في ال17 من العمر أو الطبيب دنيس موكويغي الذي يعالج النساء المغتصبات في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. وقد تتجه لجنة نوبل بأنظارها الى روسيا فتمنح الجائزة إلى صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المعارضة التي اسسها ميخائيل غورباتشيف في 1993 بالأموال التي نالها من جائزة نوبل للسلام، أو إلى الناشط البيلاروسي لحقوق الإنسان الي بيالياتسكي. وصرح هاربفيكن لوكالة الأنباء النروجية "هذا العام شهد العديد من المآسي. وهذا قد يعني أن قائمة المرشحين ستكون مختلفة". بالنسبة إليه قد تحاول اللجنة أن تبعث رسالة مع اختيار مرشح لعب دورا إيجابيا في الثورات أو النزاعات في العام المنصرم في العالم العربي أو أوكرانيا، وأضاف "هذا لا يعني بأنها ستجد مرشحا بهذه المواصفات". كذلك فان توقع الفائز بجائزة نوبل للآداب عملية معقدة لأن مؤلف الروايات الياباني هاروكي موراكامي الأوفر حظا لدى شركات الرهانات لكن ليس لدى النقاد. وكتبت اليز كارلسون الناقدة الأدبية في صحيفة سفينسكا داغبلادت "تفتقر أعماله إلى العمق". ونظرا إلى حصة القارة الإفريقية الضئيلة في هذا المجال مع أربعة فائزين منذ 1901 طرح اسما الكيني نغوغي وا ثيونغو أو الجزائرية اسية جبار. ورأى كلاوس والين من صحيفة افتونبلادت السويدية أن نوع الروايات التي يؤلفها الصومالي نور الدين فرح "يتناسب مع الأكاديمية السويدية". وسيعلن الإسم الخميس إذا توصلت الأكاديمية إلى اتفاق وفي حال عدم التوصل يعلن الأسبوع المقبل. ويبدأ موسم جوائز نوبل الاثنين مع جائزة نوبل للطب ثم الفيزياء الثلاثاء والكيمياء الأربعاء والاقتصاد في 13 أكتوبر. ومع كل جائزة يمنح مبلغ 880 ألف يورو وعندما يفوز عدد من المرشحن بجائزة واحدة يفترض عليهم توزيع المبلغ بينهم.