لم تكن الخرجة الأخيرة لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بملتقى وكالة المغرب العربي، والتي أكد فيها على ضرورة إخراج القانون التنظيمي للغة الأمازيغية للبدء في تدريسها ،)لم تكن( لتمر دون أن تثير حفيظة العديد من الحركات الأمازيغية التي التأمت، زوال اليوم، في ندوة صحفية بالرباط، للرد على ما أسمته التصريحات "اللامسؤولة" و"الخطيرة" للوزير المؤتمن على قطاع التربية التكوين. وفي هذا الصدد، هاجم رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، أحمد أعصيد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، واصفا تصريحاته ب"الخطيرة" التي تنم على أن الوزير خارج إطار الدولة المغربية، وبأنه دولة داخل الدولة"، متهما إياه بمعاكسة توجهات الدولة المغربية فيما يخص قضية اللغة الأمازيغية.
واتهم عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وزير التربية الوطنية ب "اجهاض" كل المكتسبات، التي تحققت في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، منذ 2002، وبأن تصريحات الوزير تناقض خطاب الملك محمد السادس، الذي انتقد السياسة المتبعة في مجال التربية والتكوين".
وأضاف الناشط الحقوقي الأمازيغي أن" خطورة تصريحات الوزير تكمن في أنها تضرب التعاقد الذي رفعته الدولة المغربية منذ عشر سنوات، وهو المصالحة الوطنية على المستوى الحقوقي، والسياسي، والثقافي، والهوياتي، بين المؤسسة الملكية، والأمازيغ"، مضيفا أن "هذا التعاقد أعقبه ظهير ملكي، وأوراش كبيرة، وميزانيات ضخمة رصدت للقضية الأمازيغية ".
وأثنى أعصيد على التجربة المغربية في تدريس اللغة الأمازيغية، التي وصفها ب "النموذجية"، ولانظير لها في شمال إفريقيا"، مضيفا أن المغرب يشكل النموذج في مجال تدبير التنوع اللغوي والثقافي، وفي بناء نموذج الأمازيغية في التدريس، والإعلام، والثقافة"، متهما الوزير بلمختار ب"الاستخفاف" بالمجهودات التي قامت بها الدولة المغربية في هذا المضمار". وحمل رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، وزير التربية الوطنية، مسؤولية كل التراجعات التي قد يشهدها تدريس الأمازيغية مستقبلا"، متهما إياه ب " العنصرية"، التي لن نسمح بها داخل المؤسسات"، يردف عصيد.
إلى ذلك قال عصيد :" أنا أفهم من سلوك وتصريحات الوزير بأنه "خريج" سنوات الرصاص، وينتمي إلى عهد الوزير إدريس البصري، وتعلم أساليب مخزنية قديمة متقادمة، لم تعد صالحة في الوقت الراهن"، مؤكدا أن "الحركة الأمازيغية ترفض هذه السلوكات"، مخيرا بلمختار بين"احترام سيادة الدولة، ومختلف الفرقاء، والشعب المغربي، أو مغادرة منصبه وترك مكانه لوزير آخر بإمكانه تحمل مسؤوليته كما تحملها جميع الوزراء الذين سبقوه".
ودعا عصيد إلى محاسبة الوزير رشيد بلمختار داخل الحكومة أولا، بسبب خرقه لالتزامات الحكومة التي ينتمي إليها، والتي ينص تصريحها الحكومي على النهوض باللغة الأمازيغية وتعميم تدريسها، وإصدار قانونها التنظيمي" وثانيا محاسبته أمام الدولة لأن الأمازيغية تدخل في إطار السياسة العليا للدولة وليست إجراء عاديا مؤقتا"، مشبها القضية الأمازيغية بكونها مثل قضية الصحراء، وقضية المرأة، والدين الإسلامي، واللغة العربية، وأن الأمازيغية تتعلق بكيان الدولة".
وقال عصيد في ختام مداخلته ": ندعو المسؤولين الحكوميين إلى وقف هذه المهزلة، وأن نحترم في دولتنا وفي تراكماتنا، لأن ماقام به وزير التربية الوطنية يدل على أن ما تم القيام به منذ 2001 مجرد وهم، وحلم، وشبيه بعهد البصري".