دام اللقاء أزيد من ساعتين، وقدمت خلاله أكواب الشاي المنعنع، والحليب والتمر، وحلوى "الشباكية" وحسب بناجح، فقد حرص رئيس الحكومة على أن يقوم ب"واجب الضيافة" مع وفد جماعة العدل والإحسان، مع الإشارة إلى أنه حرص في الصالون حيث استقبلهم، على وضع صورته والملك محمد السادس يستقبله. ما كان للقاء يجمع قادة العدل والإحسان بقائد الحكومة أن يمر مرور الكرام، فمن النادر أن يجالس أبناء عبد السلام ياسين بن كيران وإخوانه، خصوصا بعد أن تسلم حزب المصباح مفاتيح الحكومة. حدث هذا قبل يومين عندما استقبل عبد الإله بن كيران ببيته في حي الليمون بالرباط بعضا من رموز العدل والإحسان يتقدمهم لسانهم فتح الله أرسلان وعضو مجلس الإرشاد بالجماعة محمد حمداوي وبوبكر بن الصديق، فيما مثل العدالة والتنمية بالإضافة إلى بن كيران عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. ويروي حسن بناجح الكاتب العام للشبيبة العدلية ل"فبراير.كم" أن زيارة التهنئة لم تكن لتثير كل هذا اللغط لولا أن المحتفى به هو رئيس الحكومة مع ما يتقبل هذا الأمر من تأويلات وقراءات متعددة، ويضيف بناجح " ليست هذه المرة الأولى التي نزور فيها بيت بن كيران لنهنئه فقد فعلناها عند انتخابه أمينا عاما لحزبه في الولاية الأولى، وهذا تقليد دأبنا عليه في الجماعة، ونفس الأمر حدث مع عباس الفاسي عند إعادة انتخابه أمينا عاما على رأس حزب الاستقلال قبل بضع سنوات". ويقول بناجح أن "اللقاء غلب عليه طابع الود، بدون بروتوكولات، وتحدثتنا في أمور عامة حول الظرفية التي يمر منها البلد، وأن المغرب محتاج لكل أبنائه، ووجب تنشيط الحوار بين الأحزاب من أجل العمل المشترك"، هذا دون نسيان أن بن كيران كان عفويا كعادته وأضفى طابعا حميميا إلى الجلسة". ونفى المتحدث أن يكون اللقاء دعوة من أجل العمل السياسي للجماعة كحزب، وعبر بالقول أن "العدل والإحسان لم تبرح العمل السياسي قط، وأن الانتخابات ليست معيارا للتأثير السياسي، فرغم منعنا من تشكيل حزب سياسي فنحن حاضرون بثقلنا في الساحة السياسية وخصوصا في الفترة الأخيرة، كما أن موضوع الزيارة كان هو التهنئة ولا الوقت والزمان كانا ليسمحان بأن يثار مثل هذا الموضوع في تلك الجلسة الودية". وحول سؤال ما إذا كان بن كيران باعتباره رئيسا للحكومة ودستوريا له سلطة على وزرائه، هل يسمح لوزارة الداخلية بالترخيص للعدل والإحسان بالعمل الحزبي، يجيب بناجح "أن بن كيران نفسه غير مخول له هذا الأمر، فهو أكبر منه وأكبر من الحكومة نفسها، إن القرار للنظام أولا وأخيرا."