لم يستطع الحبيب الشوباني، الوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن يجيب بالأمس عندما أحرجه مقدم برنامج "مباشرة معكم" عن صحة كلام حميد شباط، أمين عام حزب الإستقلال، بخصوص العلاقة التي تربط حزب العدالة والتنمية بتنظيم "داعش". واكتفى الشوباني،القيادي في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، برفض الخوض في الموضوع. ولو كان السيد الشوباني وإخوانه لا تربطهم بالفعل أي علاقة بالتنظيمات الإرهابية، لكان استغل بكل ذكاء فرصة حضوره بالبرنامج ليقول، بكل ثقة في النفس، جملتين خفيفتين على اللسان : "لا تربطنا أي علاقة بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة، وندين كل الأعمال الإرهابية التي تقع بإسم الدين في العراقوسوريا وليبيا وغيرها من البلدان الإسلامية". لكن هذا الموقف الواضح من الإرهاب هو الذي لم يصدر يوما لا عن حزب العدالة والتنمية ولا عن حركة التوحيد والإصلاح. وقبل الشوباني بأيام، وقف الرجل الأول في شبيبة العدالة والتنمية أمام رئيس الحكومة في ملتقى شبيبة الحزب الحاكم بالرباط وقال بأنه على الدولة المغربية أن تجد حلا لضمان رجوع المغاربة الذين انضموا الى داعش في سورياوالعراق وأن هؤلاء أبناؤنا الذين لا يجب ان نفرط فيهم. هذا الكلام قيل في حضرة رئيس الحكومة دون أن يحرك ساكنا لسحبه أو حتى تصحيحه. وقبل هذا الحادث بأسابيع ارتفع علم داعش داخل القاعة التي احتضنت مؤتمر حركة التوحيد والاصلاح، وعندما لاحظ الأمر عبد الله باها، الوزير الشبح، أمر بسحب العلم من القاعة، ولم يصدر من الحركة أي موقف ضد إرهاب الجماعات المتطرفة أثناء المؤتمر ولم يقم مسؤولو الحركة بطرد الشخص الذي رفع العلم أو متابعته، وهذا أضعف الإيمان إذا كان فعلا هؤلاء الناس لا يتقاسمون مع الإرهابيين مواقفهم. وقبل هذا الموقف بسنوات عندما انطلقت الأحداث في سوريا كانت صحيفة التجديد، التابعة لحركة التوحيد والاصلاح، تصدر كل يوم حاملة تصريحات قيادات الحركة الداعية للشباب المغربي للانضمام لإخوانهم في سوريا والداعية للدولة المغربية لتسهيل خروج من يرغب في الالتحاق بالمقاتلين في سوريا عن طريق تركيا. هؤلاء اليوم هم أعضاء داعش الذين يرتكبون المصائب باسم الدين ضد إخواننا المسلمين والمسيحيين وعمال الاغاثة وجنود حفظ السلام في الجولان. فمن يتحمل يا ترى مسؤولية تأطير هؤلاء الشباب وتحريضهم وتحميسهم للالتحاق بالأراضي السورية والعراقية بداعي الجهاد. ولا يجب أن ننسى بأن الإخوان في العدالة والتنمية تربطهم علاقات وطيدة بجماعة الاخوان المسلمين في مصر وباقي فروع التنظيم الدولي، الذي يمول كل التنظيمات الاسلامية المتطرفة في العالم، ولا يجب أن ننسى بأن شباب العدالة والتنمية والسيد بنكيران رفعوا شعار رابعة بالدار البيضاء، ولا يجب أن ننسى بان محمد اليتيم والريسوني وأسماء أخرى من حركة التوحيد والإصلاح قد صدرت أسماؤهم في التقارير الدولية ضمن الأسماء التي تمول الإرهاب في العالم، ولا يجب ان ننسى تورط العدالة والتنمية ودفاعهم عن المتورطين في أحداث 16 ماي بالبيضاء وعن شيوخ السلفيين الذين نشروا السم في عقول شباب هذا الوطن. لم نعد نسأل عن العلاقة بين العدالة والتنمية والتنظيمات الإسلامية المتطرفة لأن كل هذه الأحداث تؤكد وجود هذه العلاقة وثبوتها، المشكل المطروح اليوم هو حدود هذه العلاقة ومدى تهديدها لأمن هذا الوطن. لم نسمع حساً للعدالة والتنمية عندما نشر الجيش صواريخه في المدن الكبرى خشية اي هجوم إرهابي، ولم نسمع قيادات التوحيد والإصلاح تبرىء نفسها وتدين أي هجوم محتمل على شعب المغرب. ماذا ينتظرون ؟ وما الذي يمنعهم من ذلك ؟ ننتظر جوابهم.