دعت عالمة الاجتماع المغربية، سمية نعمان جسوس، إلى إعادة النظر في قوانين توزيع الإرث في المغرب بدافع إنساني، نظراً للمشاكل الاجتماعية التي باتت تنتج عن ذلك. وقالت جسوس في حوار مع « فبراير » إن الإسلام جاء بنظام تقسيم الإرث من أجل حماية المرأة، التي كانت مضطهدة في عهد الجاهلية، إلا أن هذا النظام لتوزيع الإرث أصبح اليوم ينتج مشاكل اجتماعية كثيرة للأسر والنساء. وأضافت « في قضية الإرث، كلما تحدثت فيه يقولون هذه كافرة، وهم لا يبحثون سوى على ما هو في مصلحتهم في القرآن، ولا يروون أن الإبن إذا توفي والداه وتركا له أخوات صغيرات، فمن المفروض عليه أن يرعاهن حتى يكبرن ويسلمهن حقوقهن ». وأعطت السوسيولوجية مثالاً بقصة عايشتها أمس بمقر القناة الثانية، قائلةً » كنت بالقناة الثانية لتسجيل إحدى الحلقات، فجاءت سيدة إلى مقر القناة تبكي تريد أن تمر في نشرة الأخبار، لأن زوجها توفي وترك لها بيت صفيحي « براكة »، فجاء إخوة زوجها لإخراجها منها بحكم أنهم ورثة ويريدون بيعها وتشريد زوجة أخيهم في الشارع ». وتساءلت جسوس « هل الإسلام سيقبل بهذا، طبعاً لا ». وبالتالي هناك أمور لا بد من إعادة النظر فيها. » وأوضحت « ما أريد قوله هو أن المرأة المغربية أينما كانت، في البادية أو المدينة، مثقفة أو أمية، يجب أن تتم معاملتهم جميعهن مواطنات ». مشيرة إلى أن « هناك نقطة سوداء عندنا في المغرب، مرتبطة بعدم تنفيذ القوانين، فمثلا مدونة الأسرة جاءت بأمور ممتازة وأعطتنا أملاً كبيراً، لكن تكفي زيارة خفيفة للمحكمة لترى أن لا شيء مما جاءت به المدونة يتم تطبيقه ».