28 نوفمبر, 2016 - 06:48:00 قالت الباحثة السوسيولوجية سمية نعمان جسوس، إن المرأة المغربية لا زالت تعاني من التهميش والحط من كرامتها ما دام موضوع المطالبة بالمساواة في الإرث والحديث عن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات. جسوس التي قدمت عرضا حول "ميراث المرأة المغربية بين تعاليم الإسلام والممارسة"، خلال الدورة الثالثة للندوة العلمية والدولية، حول تيمة "الدين والمرأة"، المنظمة من طرف حركة ضمير، أكدت انه رغم ان الإسلام من خلال القرآن المنزل حاول ان يعطي للمرأة حقها في الإرث ، إلا أن الإرث فهم بطريقة مختلفة من طرف الفقهاء والناس، مشيرة إلى ان "المرأة كان لها الحق في أيام أجدادنا ان ترث وان يتكفل بها إخوانها ماديا من ميراثهم الشخصي ويحتفظوا بميراثها الى غاية زواجها لكن في عصرنا الحالي من سيقوم بهذا الفعل لا احد"، وفق تفسيرات جسوس. وأضافت الباحثة الجامعية، ان النساء في العصر الحالي بحكم التحول السوسيوثقافي أصبحن يتكفلن بالرجال، مشيرة إلى أنه "حين نريد أن نناقش مسالة الإرث، يقولون حرام، وهذا غير مقبول، مضيفة "أن الاجتهاد جائز والدليل هو اجتهاد الفقهاء في تحديد المدة الزمنية التي يجوز فيها للمسافر الإفطار في رمضان والتي تم تحديدها في ساعة"، على حد قولها. وزادت ذات المتحدثة، أن اجتهاد العلماء في تحديد المدة الزمنية لإمكانية إفطار الصائم وهو على سف، رغم أن القرآن لم يحددها، يجب ان تطبق على موضوع الإرث كذلك، خاصة في بعض الشروط المتعلقة في حالة المرأة التي توفي لها زوجها وترك لها بنات فقط لا يمكنهن أن يرثن حتى وجود رجل معهم يرث بالتعصيب عليهن. وعابت جسوس في عرضها، "التناقضات التي يسقط فيها المجتمع، في تفسيره للدين على هواه"، مضيفة "لا يعقل ان يجرم القرآن العلاقات الجنسية والخيانة الزوجية على الرجل والمرأة على حد سواء، في حين أن المجتمع يحاسب المرأة دون الرجل". وأوضحت الأستاذة الباحثة، انه لتفادي النهب الذي يقع خلال تقسيم عملية الإرث، من طرف عائلة المرأة أو الرجل، أو الأبناء لابد من أن تكون وصية لدى "العدول" يقوم من خلالها الزوجان بكتابة ممتلكاتهما لأحد منهما إذ في حالة توفي احدهما لن يكون لأي احد من عائلتهما الحق في أن يمس ممتلكات المنزل". وتابعت جسوس حديثها بالقول، "إن حديث لا وصية لوارث هو راجع للفقهاء، والوصية حرمها الفقه وليس القرآن، والإرث سيبقى موضوعا غير عادل في حق المرأة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية مادام تناول موضوع المساواة في الإرث لازال يحرج الكثيرين".