أدان حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين، بشكل قوي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلده إلى القدس الشريف، محذرا من تداعيات هذا القرار التي لا يمكن التكهن بمدى خطورتها، باعتباره يعد من أخطر القرارات التي عرفها الصراع العربي الإسرائيلي في العشرية الأخيرة. وثمن بن شماش، في مستهل اجتماع مكتب مجلس المستشارين المنعقد أمس الخميس، رسالة الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الموجهة إلى الرئيس الأمريكي بشأن خطورة المساس بوضعية القدس وما تشكله من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث اعتبارا لخصوصيتها الدينية الفريدة وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، كأرض للتعايش والتساكن والتسامح بين الجميع. ووصف رئيس مجلس المستشارين قرار الإدارة الأمريكية بكونه يشكل تحديا سافرا لمواقف شعوب العالم والقانون الدولي والضمير الإنساني، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط، كما جاء في الرسالة الملكية، تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين. كما شدد رئيس الغرفة الثانية على الأهمية المحورية للقضية الفلسطينية في كيان ووجدان الشعب المغربي كقضية أولى بعد قضية الوحدة الترابية للمملكة. وفي نفس السياق، أجمع مكتب مجلس المستشارين على تثمين مبادرة كافة الفرق والمجموعات البرلمانية بمجلس المستشارين الداعية إلى عقد جلسة عامة للتنديد والاستنكار بقرار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها في دعم غير مسبوق للكيان الإسرائيلي الذي تمادى في انتهاكاته الممنهجة بالقدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، حيث اعتبر أعضاء المكتب أن قرار إدارة ترامب يشكل ضربة جديدة لمنظومة القيم الكونية، ونكسة أخرى للعالم العربي والإسلامي بشأن قضية تعد أم القضايا لدى الشعوب العربي والإسلامية. وقال بن شماش إن مختلف الحساسيات السياسية والمجالية والاقتصادية والنقابية الممثلة داخل مجلس المستشارين دأبت على رص صفوفها وتوحيد كلمتها كلما تعلق الأمر بخطر محدق بقضايا اجماع الأمة المغربية. هذا وسجل بن شماش الموقف المبدئي واللامشروط للبرلمان المغربي في المحافل الإقليمية والدولية الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، كما جدد رفض مجلس المستشارين لهذا القرار الذي ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلم العالميين، وتضامنه المطلق مع الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني الصامد. وتفاعلا مع موجة الغضب العارمة التي اجتاحت كل مكونات الشعب المغربي وكافة الشعوب العربية والإسلامية، قرر البرلمان المغربي بمجلسيه عقد جلسة عامة طارئة يوم الاثنين المقبل 11 دجنبر للتعبير عن رفضه وإدانته لهذا القرار غير المقبول والذي يضرب عرض الحائط كل قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية.