قرر البرلمان المغربي بمجلسيه عقد جلسة عامة طارئة يوم الاثنين المقبل 11 دجنبر، للتعبير عن رفضه وإدانته لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء في نقل سفارة واشنطن إلى هذه المدينةالمحتلة. وفي هذا الصدد، أدان حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، بشدة، قرار الرئيس الأمريكي قل سفارة بلده إلى القدس الشريف، محذرا من تداعيات هذا القرار "التي لا يمكن التكهن بمدى خطورتها، باعتباره من أخطر القرارات التي عرفها الصراع العربي الإسرائيلي في العشرية الأخيرة". وثمن بنشماش، في بداية الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مكتب مجلس المستشارين اليوم الخميس، رسالة الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس، الموجهة إلى الرئيس الأمريكي، بشأن خطورة المساس بوضعية القدس وما تشكله من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، اعتبارا لخصوصيتها الدينية الفريدة وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، كأرض للتعايش والتساكن والتسامح بين الجميع. ووصف رئيس مجلس المستشارين قرار الإدارة الأمريكية بكونه "يشكل تحديا سافرا لمواقف شعوب العالم والقانون الدولي والضمير الإنساني"، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط، كما جاء في الرسالة الملكية، "تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين". كما شدد رئيس الغرفة الثانية على الأهمية المحورية للقضية الفلسطينية في كيان ووجدان الشعب المغربي كقضية أولى بعد قضية الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا أن مختلف الحساسيات السياسية والمجالية والاقتصادية والنقابية الممثلة داخل مجلس المستشارين دأبت على رص صفوفها وتوحيد كلمتها كلما تعلق الأمر بخطر محدق بقضايا إجماع الأمة المغربية. وسجل بنشماش الموقف المبدئي واللامشروط للبرلمان المغربي في المحافل الإقليمية والدولية الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، كما جدد رفض مجلس المستشارين لهذا القرار الذي ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلم العالميين.