قاد المدرب الفرنسي هيرفيه رينار المنتخب المغربي لكرة القدم الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى منذ 20 عاما بالفوز على مضيفه العاجي 2-صفر السبت في الجولة السادسة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة، ضمن الدور الحاسم للتصفيات الافريقية لمونديال روسيا 2018. وسجل نبيل درار (25) والمهدي بنعطية (30) الهدفين. ونجح رينار في رهانه كونه وضع التأهل لكأس العالم هدفا في عقده لدى تعيينه مكان الوطني بادو الزاكي. وهي المرة الاولى التي ينجح فيها رينار في قيادة منتخب الى نهائيات كأس العالم في مسيرته التدريبية المتوجة بلقبين في كأس الامم الافريقية مع زامبيا عام 2012 وساحل العاج عام 2015. وقال رينار « اللاعبون قدموا مباراة رائعة وكانوا استثنائيين، لعبنا بتضامن وذكاء وبقينا بنفس مستوى المباراة الاخيرة » في اشارة الى الفوز الكبير على الغابون (3-صفر) في الدارالبيضاء في الجولة الخامسة قبل الاخيرة. واستفاد المنتخب جيدا من خبرة رينار ومعرفته الجيدة بساحل العاج التي أشرف على تدريبها قبل 3 اعوام وقادها الى اللقب القاري الثاني في تاريخها، قبل ان يتركها للاشراف على نادي ليل حيث اقيل من منصبه ليتسلم الادارة الفنية ل « أسود الاطلس ». وكان المغرب في حاجة الى التعادل فقط لبلوغ العرس القاري للمرة الاولى منذ مونديال 1998 والخامسة في تاريخه، بيد انه حقق الفوز، وهو الثالث له في التصفيات، فأنهاها في صدارة المجموعة برصيد 12 نقطة دون خسارة ودون ان تهتز شباكه، بفارق 4 نقاط امام ساحل العاج التي فشلت في التأهل للمونديال الرابع تواليا. وتعادلت الغابون مع مالي صفر-صفر ضمن المجموعة ذاتها في مباراة هامشية كونهما خرجا من المنافسة على بطاقة المجموعة التي انحصرت بين ساحل العاج والمغرب، والتي انتزعها الأخير عن جدارة وبفوز غال من ابيدجان محققا حلما طال انتظاره للجماهير المغربية منذ مونديال فرنسا 1998 عندما خرج من الدور الاول. وهو الفوز الثاني تواليا للمغرب على ساحل العاج بعد الاول في الدور الاول من نهائيات كأس الامم الافريقية عندما هزمه 1-صفر سجله رشيد عليوي وجرده من اللقب القاري. وحقق المنتخب المغربي في تحقيق ما عجز عنه على ارضه عندما استضاف ساحل العاج في الجولة الثانية وأرغم على التعادل السلبي. وبات المنتخب المغربي ثالث منتخب عربي من القارة السمراء يضمن تأهله الى المونديال بعد مصر وتونس التي تعادلت مع ليبيا سلبا، والخامس عن افريقيا بعد نيجيريا والسنغال. ودفع رينار بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على الغابون 3-صفر في الجولة الخامسة، وضمت منير المحمدي ونبيل درار وغانم سايس والمهدي بنعطية وأشرف حكيمي وكريم الاحمدي ومبارك بوصوفة وحكيم زياش ويونس بلهندة نور الدين أمرابط وخالد بوطيب. في المقابل، لعب جرفينيو اساسيا بعدما كان الشك يحوم حوله بسبب الاصابة، وعاد ايضا مهاجم كريستال بالاس الانكليزي ويلفريد زاها بعد غياب 8 اشهر بسبب الاصابة، الى صفوف ساحل العاج. وفضل مدرب ساحل العاج البلجيكي مارك فيلموتس الابقاء على سالومون كالو على دكة البدلاء. واندفع المنتخب العاجي منذ البداية بحثا عن التهديف المبكر، بيد انه اصطدم بتنظيم جيد على ارضية الملعب للاعبي المغرب الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة وعرفوا كيفية امتصاص الاندفاع العاجي، وكانوا السباقين للتسجيل وعززوا النتيجة في خمس دقائق. وعاد المنتخب العاجي للضغط في الشوط الثاني مقابل صمود مغربي في مختلف الخطوط، وكان قريبا من التعزيز في أكثر من مرة بسبب المساحات التي تركها لاعبو ساحل العاج باندفاعهم نحو الهجوم. وكانت أول وأخطر فرصة في المباراة عندما تلقى جرفينيو كرة خلف الدفاع فانطلق بسرعة وسددها قوية من خارج المنطقة فوق الخشبات الثلاث (17). ونجح المنتخب المغربي في افتتاح التسجيل عبر المدافع الايمن لفنربغشة التركي نبيل درار الذي رفع كرة عرضية داخل المنطقة الى بوطيب خدعت الحارس سيلفان غبوهو وسكنت الزاوية اليمنى البعيدة لمرماه (25). وكاد صانع العاب اياكس امستردام الهولندي حكيم زياش يضيف الهدف الثاني من ركلة حرة جانبية نفذها مباشرة لكن غبوهو أبعدها بصعوبة الى ركنية (30). وأثمرت الركنية الهدف الثاني عندما انبرى لها مبارك بوصوفة أمام المرمى فوجدت القائد بنعطية الذي تابعها بيمناه داخل المرمى (30). وفي الوقت الذي كان من المنتظر ان يجري فيلموتس تبديلا هجوميا، قرر المدرب البلجيكي الدفع بالمدافع نكولماند غزلان كونان مكان المدافع سيمون ديلي لتفادي تلقي اهداف جديدة. وأنقذ مدافع توتنهام هوتسبر الانكليزي سيرج أورييه مرمى منتخب بلاده من هدف ثالث مطلع الشوط الثاني عندما ابعد كرة بوصوفة من باب المرمى الى ركنية لم تثمر (47). وأشرك فيلموتس مهاجم ليون الفرنسي ماكسويل كورنيه مكان لاعب وسط اودينيزي الايطالي سيكو فوفانا (62). ومرر زاها كرة الى مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي سيدو دومبيا عند حافة المنطقة فسددها فوق العارضة (65). وخرج الحارس غبوهو في توقيت مناسب لقطع إنفراد أمرابط اثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من خالد بوطيب (69). ودفع رينار بنجم الوداد البيضاوي أشرف بنشرقي مكان بوطيب (75)، لعب بعده فيلموتس ورقته الاخيرة باشراكه كالو مكان جرفينيو (76). ثم اشرك رينار سفيان أمرابط، شقيق نور الدين، مكان زياش (82). وسدد دومبيا كرة رأسية ضعيفة بين يدي الحارس منير المحمدي (86). واجرى رينار تبديلا تكتيكيا أخيرا بإشراك فيصل فجر مكان بلهندة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. فرحة المنتخب المغربي الفرحة بفوز المنتخب المغربي في الرباط