قال عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، تفاعلا مع تصريحات عبد القادر مساهل، التي اتهم فيها المغرب « بتبييض أموال الحشيش »، « لمحاولة فهم الخرجة الإعلامية "غير الدبلوماسية" للمسؤول الجزائري، يجب وضعها في سياقها السياسي والاقتصادي الداخلي للجزائر، وفي سياق جيو استراتيجي صعب تمر منه الجارة الشرقية منذ سنوات، جراء انخفاض أثمنة المحروقات في الأسواق الدولية وغياب تصور تنموي يعتمد على تنويع موارد الدخل لمحاولة خلق توازن في الميزانية العامة. وتابع بوصوف، في مقالة مطولة نشرها موقع « الجالية تيفي » « إن تصريحات الوزير الجزائري تعبّر بالدرجة الأولى عن عمق الأزمة الاقتصادية في بلاده. فالدول النفطية، من بينها الجزائر، تعرف وفق تقارير دولية، مثل تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الذي يصدره صندوق النقد الدولي، أزمات وارتفاعا في نسبة البطالة والتضخم، نظرا لعدم تفكيرها في تنويع موارد الدولة والاعتماد فقط على مداخيل النفط والغاز ». وقال بوصوف في ذات المقالة » إن الجزائر تعيش ما يعرف في عالم الاقتصاد بالعجز المزدوج (Déficits Jumeaux)، تجتمع فيه اختلالات النفقة العمومية واختلالات الميزان التجاري؛ وهو وضع شبيه بوضع المغرب في بداية تسعينات القرن الماضي ». وأضاف المتحدث نفسه « أن تصريحات الوزير الجزائري المهاجمة للمغرب وللسياسة الإفريقية التي نهجها صاحب الجلالة، والتي بدأت تعطي أكلها على أكثر من صعيد، يأتي في سياق إقليمي خاص يتمثل في أول زيارة يقوم بها إلى المنطقة المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء، هورست كولر، الذي يكمن هدفه الأساسي في إطلاق دينامية جديدة للمفاوضات بين الأطراف. واشار بوصوف إلى أنه « لا يمكن عزل تصريحات الوزير عبد القادر مساهل عن سياقها الداخلي والأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، كما عبّر عن ذلك حزب القوى الاشتراكية؛ بحيث تولى رئاسة الحكومة في ظرف وجيز ثلاث شخصيات علما بأنهم جميعا نفذوا البرنامج الذي يمليه عليهم قصر المرادية ». وخلص الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج إلى أن « تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الجزائري تنم عن رغبة في تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج وتحويل الأنظار بشكل فج ومكشوف عن المشاكل الاقتصادية والسياسية التي جعلت الجزائر غير قادرة على تحمل هذه الأزمة؛ وهذا أسلوب كلاسيكي لدى البلد الجار، الذي يفضل مسؤولوه الاستفزاز والهروب إلى الأمام بدل استعمال العقل والبحث عن التعاون بما يضمن أمن وسلام المنطقة المغاربية وازدهارها الاقتصادي وتنمية شعوبها ».