كل الذين تابعوا الخرجة الإعلامية الأخيرة لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، وهو يتهم المغرب بتمويل اقتصاده من المخدرات، لا بد أنهم تساءلوا عن السبب والسياق. جرت العادة أن يكون وزراء الخارجية الأكثر ضبطا للنفس، يجيدون لغة الديبلوماسية الناعمة، إلا إذا كان مقصودا أن يخرجون عن المألوف مثلما حدث مع مساهل في خرجته الأخيرة، وهو ما تأكد على لسان بعض الشخصيات الجزائرية الذين أوضحوا – في قناة النهار مثلا – أن سبب الخرجة الإعلامية يعود إلى الضغوط التي تعرضت لها الحكومة الجزائرية – من قبل القطاع البنكي الجزائري، خاصة مع النتائج التي حققها القطاع البنكي سواء في المغرب أو في إفريقيا. وفي هذا السياق، توضح الأرقام الرسمية التي لعبت دورها في خرجة مساهل، أن الجزائر تحتل الرتبة 156 عالميا قبل اليمن والعراق وسوريا والصومال في مجال إنتاج النفط، والرتبة 178 في التجارة الحدودية، والرتبة 118 في توفر السكان على الماء الشرب والكهرباء. والرتبة 175 في تمويل مشاريع الخواص، في الوقت الذي يحتل فيه الاقتصاد المغربي الرتبة 68 عالميا، حسب تقرير البنك الدولي لهذه السنة، على الرغم من أنه ليس بلدا نفطيا. وقد أوضحتم تصريحات جزائرية أن تصريح وزير الخارجية الجزائري لا يخرج عن سياق النجاح الذي حققه المغرب على الصعيد الافريفي، فضلا عن الأزمة التي تمر منها الجزائر على صعيد الرئاسة.