يختفي فيتعقب الصحافيون والسياسيون من أصدقائه وخصومه خطواته، فإذا به يتابع دراسته في باريس، ويؤكد أنه قد قرر اعتزال السياسة وأنه لن يترشح وليست لديه أية طموحات سياسية، وسرعان ما يعود إلى المكتب السياسي. هذا الاسبوع عاد إلى السياسة عبر القضية الفلسطينية. كعادته لا يختفي إلياس العماري إلا ليعود بخرجات وتصريحات تخلق الحدث دائما، هذه المرة اختار لتصريحاته أن تتجاوز كواليس السياسة المغربية لتشمل القضية الفلسطينية. ففي لقاء عقده المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بالجديدة مع مجموعة من البرلمانيين في الغرفتين الأولى و الثانية نهاية الأسبوع المنصرم، وفي غمرة حديثهم عن سبل المعارضة وخطتهم لهذا الغرض، اختار إلياس العماري أن يركز على أطفال قطاع غزة. يتعلق الأمر ب 20 من أطفال غزة جاؤوا للمغرب بدعوة من حزب الأصالة والمعاصرة في زيارة غايتها الترويح عن هؤلاء الأطفال لتعويض إلغاء المخيم الصيفي السنوي لأطفال غزة. فلم يكن للعماري أن يفوت فرصة مثل هذه إلا ليوقع بها شهادة عودته لأضواء السياسة والتصريحات النارية، فأخذ العماري الكلمة"..كفانا شعارات فارغة... أنتم مدعوون جميعكم لفك الحصار..، أنا غادي نمشي لفلسطين..نحتاج كمناضلين لا إلى الشعارات لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، فقد مللنا من القصائد الثورية التي لا تغير في الأمر شيئا". كان هذا كلام العماري الذي يعيد للأذهان مسلسل تواريه المفاجئ عن الساحة السياسية وعودته المفاجئة بتصريحات تخرج عن المألوف، كما حدث عندما سيّر بخفة دم وبدهاء سياسي كبير المؤتمر الذي سيبتعد بعيده الشيخ بيد الله عن رئاسة الحزب ليفسح الطريق أمام مصطفى البكوري.. وفي الوقت الذي أكد أنه اختار أن يتقاعد في سن ال45 وأنه لن يترشح، عاد إلياس ليفاجئ الجميع في اجتماع الأمانة العامة لحزبه بمراكش، إذ سيعود إلى الاشتغال في المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة باقتراح من الأمين العام للحزب مصطفى البكوري بصفته واحدا من حكماء الحزب. هو ذا إلياس العماري الذي رفع صوره الفبرايريون في أولى المسيرات ورفعوا شعار "ارحل"، وأكد هو نفسه في واحدة من حواراته أنه حرص على أن يضع هذه الصورة في إطار من الحجم الكبير وعلى أن يضعها في بيته.