لقي 36 شخصا على الأقل حتفهم جراء الحرائق التي التهمت غابات في شمال ووسط البرتغال بحسب ما أعلنت اجهزة الانقاذ الاثنين، فيما أودت حرائق متعمدة تسبب الإعصار « أوفيليا » في انتشارها بثلاثة أشخاص في اسبانبا. وقالت المتحدثة باسم الدفاع المدني في البرتغال باتريشيا غاسبار « لا تزال هناك أماكن لم تصل اليها الإغاثة بعد، هذه الحصيلة مؤقتة »، مشيرة الى وجود طفل عمره شهر بين الضحايا. كما ادت المئات من الحرائق الاحد والاثنين الى جرح 63 شخصا، 16 منهم في حال الخطر. وقد أعلن رئيس الوزراء البرتغالي انطونيو كوستا حالة الطوارئ فيما يكافح ثلاثة الاف من عناصر الاطفاء لإخماد نحو 20 حريقا كبيرا كانت لا تزال مشتعلة الاثنين. وتأتي الحصيلة في البرتغال بعد أربعة أشهر من مقتل 64 شخصا وإصابة 250 في 17 يونيو جراء الحرائق الأكثر دمارا في تاريخ البلاد. وكانت غاسبار اعلنت أن حوالى 520 حريقا متفرقا اندلعت الأحد بسبب « ارتفاع درجات الحرارة أكثر من المعدل للموسم والتأثيرات المتراكمة للجفاف الذي تشهده البلاد منذ مطلع العام ». وقالت إحدى سكان بلدة بيناكوفا لمحطة « آر تي بي » التلفزيونية « مررنا بحالة من الجحيم، وكان الوضع مروعا. كانت النيران في كل مكان ». وقال احد السكان في قرية في فوزيلا لوكالة فرانس برس « كل شيء حصل في 45 دقيقة، النيران وصلت أول القرية وانتشرت بسرعة لا تصدق ». وتابع « لم ار أي شيئا في حياتي مثل هذا من قبل. شعرت وكأنها نهاية العالم. كل الناس هربوا ». أما في منطقة غاليسيا الاسبانية الواقعة على الحدود مع البرتغال، فقد لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم جراء 17 حريقا مفتعلا، بحسب السلطات. وأكد رئيس حكومة الإقليم البرتو نونيز فييغو أن الحرائق « متعمدة ومقصودة تسبب بها أشخاص يدركون تماما ما الذي يفعلونه ». وأوضح أن « الوضع لا يزال مقلقا للغاية، » مضيفا أن عناصر الإطفاء يحاولون اخماد النيران بمساعدة الجنود والسكان. وأوضح وزير الداخلية الاسباني خوان ايغناسيو زويدو عبر موقع « تويتر » أنه « تم التعرف على عدد من الأشخاص على صلة بالحرائق في غاليسيا ». وانتشرت الحرائق بفعل الرياح التي بلغت سرعتها قرابة 90 كلم في الساعة في وقت اتجه فيه الإعصار « أوفيليا » شمالا قبالة سواحل اسبانيا إلى ايرلندا، كما اعلن زويدو لقناة « لا سيكستا » الخاصة. وقال « لم نواجه وضعا كهذا منذ عقد ». أما رئيس الوزراء ماريانو راخوي، المتحدر من غاليسيا، فقدم تعازيه لعائلات الضحايا عبر « تويتر ». واشتعلت خمسة حرائق غابات قرب فيغو، أكبر مدن غاليسيا، ما تسبب بإخلاء مركز تسوق ومصنع سيارات تابع لمجموعة « بي اس ايه-بيجو سيتروين » على أطراف المدينة. ووصلت ألسنة اللهب إلى حديقة تقع في أعلى تلة في قلب فيغو وتطل على مصب النهر في المدينة، بحسب محطة « تي في اي » التلفزيونية. وأظهرت صور بثها التلفزيون الاسباني السكان الذين غطوا أنوفهم وأفواههم بالمناديل وهم يحاولون السيطرة على النيران باستخدام أوان مطبخية مليئة بالمياه. وفتحت المدينة البالغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة مركزين رياضيين وحجزت غرفا في ثلاثة فنادق للأشخاص الذين اضطروا إلى اخلاء منازلهم. وعلقت عشر مدارس على الأقل الدراسة يوم الاثنين في فيغو جراء الحرائق، بحسب مسؤولين محليين. وأعلنت الشركة المشغلة لقطارات اسبانيا « رينفي » إلغاء الرحلات بين فيغو وبرشلونة بسبب الحرائق فيما أغلقت عدة طرقات، وفقا للمصادر ذاتها. ويتوقع مركز الأرصاد الوطني هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في غاليسيا اعتبارا من الاثنين وهو ما يأمل مسؤولون أن يساعد على إخماد الحرائق. ويشير خبراء الأرصاد إلى أن « أوفيليا » هو أقوى إعصار ي سجل حتى الآن شرق المحيط الأطلسي والأول منذ العام 1939 الذي يتجه شمالا. ورغم أن درجة « أوفيليا » انخفضت إلى عاصفة قبل ضربه ساحل ايرلندا، إلا أن المدارس أغلقت هناك الاثنين مع استعداد البلاد للرياح القوية والأمطار، فيما دعت هيئة الأرصاد السكان إلى التزام منازلهم.