استعرض خطيب الجمعة بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء أمام الملك محمد السادس دلالات وعظات غزوة بدر الكبرى، حيث دعا إلى استلهام الدروس من هذه المعركة التي بصمت التاريخ الإسلامي. وأكد الخطيب أن غزوة البدر طافحة بالدروس، حيث يتبدى فيها مبدأ العدل والرحمة بين الناس مشفوعا بحسن تحمل المسؤولية وعمق الإحساس بالاشتراك في الأمانة.
وأشار خطيب الجمعة إلى أن غزوة ترسخ مبدأ الاحتراز من الخبر الموجه الكاذب والماكر وعدم التأثر بالدعايات المغرضة والانسياق مع الشائعات والمكائد المبيتة، علاوة على أن هذه الغزوة أظهرت أهمية الطاعة والامتثال للأوامر وعدم مخالفة أمر القيادة لما في ذلك من خير وفلاح.
وأضاف الخطيب أن الغزوة تحيل على مبدأ أساسي في تدبير شأن الأمة، وهو مبدأ "الشورى"، حيث عقد النبي الكريم ، يردف الخطيب، " قبل أن تنطلق المعركة ، مجلسا استشاريا أعلى بين فيه الوضع العام وتطوراته وتوقعاته وقال للناس "أشيروا علي" ، ليرسخ بذلك ، كقائد أعلى للأمة ، مبدأ الشورى بإشراك صحابته في اتخاذ القرارات المصيرية قبل خوض هذه المعركة الفاصلة، فأعلن المهاجرون والأنصار استعدادهم لتنفيذ أمر الله ورسوله بإيمان وانقياد. وخلص الخطيب إلى أن هناك أيضا مبدأ إصلاح ذات البين والاحتكام في الأمر كله إلى الشرع ، أي إلى الله ورسوله ، والاشتغال بمهمات الأمور وعدم ترك الفرص للوهن أو للثغرات الفاتنة أو الفجوات القاتلة ، لأن رص الصف الداخلي وتقويته هو أهم ما يجب القيام به في المراحل السابقة لأي تحرك وأي إجراء.