تعيش العديد من الأحزاب المغربية حراكا داخليا، قبيل انعقاد مؤتمراتها الوطنية ومخاضا عسيرا من أجل افراز قيادة جديدة، في ظل الوهن الذي تعاني من هذه التنذيمات الحزبية، وتترقب هذه القيادات مؤتمراتها بكثير من التوجس. وتعيد بعض القراءات هذا الوهن والترهل التنظيمي إلى الشيخوخة التي أصيبت بها الأحزابا لمغربية وعدم قدرتها على إفراز قيادة جديدة بمشروع سياسي واضح يستوعب التطورات التي حصلت بالمغرب بعد الربيع الشبابي . وقال رشيد لزرق، باحث في العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إنه في السابق كان هناك توافق على القيادة، ولكن الحراك والمرحلة التي أفرزت الدستور غير المبنى والمعنى وبالتالي ولى زمن التوافقات وحل محله زمن إعمال الديمقراطية وهو ما افرز نخبا شعبوية. وأضاف لزرق في تصريح خص به « فبراير » أن الدستور هو نتيجة حراك الشارع وبالتالي الحراك سينتقل الى داخل المنظومة الحزبية، والرهان الان هو هل هذه الاحزاب ستفرز شيئا »، مضيفا لكن هناك مؤشرات منها » استقالة صلاح الدين مزوارو استقالة الياس العماري و عدم ذهاب بنكيران لتطوان بعد عزله، ومغادرة الياس العماري سيكون ترجمة لنظرية « الدومينو »؟ وزاد قائلا « من الصعوبة لحدود الآن الجزم ،فلازال شباط يناور شأنه شأن بنكيران، الذي زايد بإسم تصدر للانتخابات التشريعية، رغم انه فشل بفعل تطلعه للهيمنة في تشكيل الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، جراء سلوكه الانفرادي وتصريحاته العشوائية القائمة على التنصل من المسؤولية السياسية و ضرب كل الأعراف السياسية ،الأمر الذي حط من هيبة المؤسسات، هذه الممارسة كانت من العوامل الأساسية، لعزله و تعيين الشخصية الثانية في هرم التنظيم لحزب العدالة والتنمية، وبدل التعاطي مع العزل بمنطق مسؤول اتجه إلى فعل المزايدة، من أجل البقاء لولاية ثالثة على رأس العدالة و التنمية ». وسجل لزرق أن الشعبوية و أسلوبها في إثبات الذات يجعل من الصعب مواكبة الزمن الدستوري و تحقيق مرحلة التنمية لمواكبة التحولات الحاصلة، مما أفرز خطرا مؤسساتيا،و هو ما أسماه « مسخا سياسيا « ، وتابع « ولا يمكن لهذا الوضع أن يستمر مع مبدأ إعمال الديمقراطية قد تفرز قيادات ذات مشاريع سياسية لنمر من دمقرطة الدولة الى دمقرطة المجتمع ». هناك حاجة ملحة لرجة داخل المنظومة الحزبية تفرز لنا قيادات واعية و مسؤولة حتى لا تداهمنا التطورات كما حصل مؤخرا، في الحسيمة بسسب هذه النخب الشعبوية التي عطلت قنوات الحزبية، و أظهرت أنها غير قادرة على استيعاب الشارع. يضيف لزرق. وحول عدم تقديم القيادات الحزبية استقالتها عقب الفشل الانتخابي، قال المتحدث نفسه « هذه القيادات غير قادر على استيعاب زمن الخيار الديمقراطي وسبب صعودها هو الفساد وهي متوجسة من الابتعاد عن القيادة، لأن ذلك قد يعرضها لمسؤولية جنائية وبالتالي هي تفضل أن تبقى في حماية سياسية ومحاولة ضمان غطاء سياسي « .