أكد الخبير الاقتصادي، ادريس فينا، أن رغبة المغرب في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) كعضو كامل العضوية، يدخل في إطار إرادة ملكية لتطوير التعاون جنوب جنوب- جنوب، والذي توج مؤخرا، بعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي »، مشيرا الى أن هذا الانضمام يطرح فرصا وتحديات للمغرب، وخاصة من حيث الاستثمار والتعاون الاقتصادي. وأوضح الخبير الاقتصادي في حوار مع يومية « ليكونوميست »، أن هذا الانضمام سيمكن المغرب من الوصول المباشر إلى الموارد الطبيعية الوفيرة والمتنوعة والموارد البشرية الرخيصة والشابة، وخفض تكاليف الإنتاج، واختراق سوق تبلغ نسمتها نحو 320 مليون نسمة »، مبرزا ان واعتبر ادريس فينا أن دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ستستفيد أيضا من خبرة الفاعلين المغاربة في القطاعين العام والخاص في مجالات: البنيات التحتية، الفلاحة، المساعدة التقنية، ونقل التكنولوجيات، كما أن الوضع المتقدم للمغرب مع الاتحاد الأوربي، واتفاقية التبادل الحر مع أمريكا، وتركيا سيعود بالنفع على بلدان سيدياو، الى جانب اتفاق انشاء أنبوب لنقل الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي من المنتظر، بحسب الخبير الاقتصادي، أن يحدث « ثورة » اقتصادية وطاقية في بلدان هذه المجموعة الاقتصادية. انضمام المغرب لمجموعة « سيدياو » يطرح جملة من التحديات، يضيف ادريس فينا، من بينها ان تواجد الفاعلين الاقتصاديين المغاربة في هذا التكتل الاقتصادي من شأنه أن يواجه منافسة شرسة من دول خارجية، حيث أصبحت عدد من بلدان « سيدياو » في العقدين الماضيين رهانا اقتصاديا عالميا لعدد من القوى الاقتصادية النامية، مثل الصين، دون اغفال النمو المتطرد لبعض دول المجموعة الاقتصادية مثل نيجيريا. وأشار ذات المتحدث الى أن انضمام المغرب ل »سيدياو » وما سيعقبه من الزيادة في تدفقات الاستثمار إلى بلدان هذه المجموعة الاقتصادية سيؤدي الى حدوث عجز من حيث » الاستثمار وفرص العمل على الصعيد الوطني، خصوصا وأن المغرب انخرط في مشاريع الهيكلية الرئيسية التي تتطلب تمويلا كبيرا، وبالتالي، فمن المناسب والضروري، يقول الخبير الاقتصادي، تشجيع دخول استثمارات هذه الدول الى المغرب لإعادة التوازن إلى الحساب المالي بين الطرفين. وأكد ادريس فينا ان عددا من بلدان مجموعة « سيدياو » تواجه مشاكل وتهديدات سياسية ستلقي بظلالها على علاقتها بالمغرب. فمالي التي تعتبر الوجهة الرئيسية للاستثمارات الأجنبية المباشرة للمغرب، توجه تنامي خطر الإرهاب، أضف اليها أيضا نيجيريا، التي ترتبط مع المغرب بمشروع كبير من حجم مشروع نقل الغاز »، مشيرا الى أن هذه الأوضاع السياسية ستؤثر على بلدان الجوار، وستؤثر على مصالح المستثمرين المغاربة داخل هذه المجموعة الاقتصادية. وخلص الخبير الاقتصادي الى أن إشكالية اعتماد المغرب لعملة موحدة لا يجب أن يكون عائقا أمام انضمام المغرب لسيدياو، حيث يمكن تنفيذ هذه الفكرة لاحقا عندما تكون الظروف ملائمة، كما ان توسيع المغرب للشراكة الاقتصادية مع خمسة بلدان ناطقة بالإنحليزية (غامبيا وغانا وليبريا ونيجيريا وسيراليون)، سيفرض على الفاعلين الاقتصاديين المغاربة تعلم اللغة الإنجليزية والأطر التنظيمية الموروثة عن الأنجلو – ساكسون، أضف الى ذلك أن البلدان المعنية بالعملة الموحدة لم تبدي بعد استعداداها لهذه الخطوة.