تداول مجموعة من النشطاء على الفيسبوك اليوم الجمعة رسالة منسوبة لجمال العزري، والد أصغر ناشط معتقل في سجن الناظور على خلفية مشاركته في مسيرة دفن عماد العتابي، يوجها إلى إبنه الصغير البالغ من العمر 14 سنة والمسمى عبد الرحمان العزري. وفيما يلي النص الكامل لرسالة والد الطفل عبد الرحمان ابني الوديع عبد الرحمن.. لم استطع ان انام قبل أن أكتب اليك عنك.. تأملت طويلا نظراتك العميقة وبسمتك الغامضة التي تجمع بين براءة الطفولة وشيء من السخرية.. ذهبت الى صور الأطفال الذي التقطتهم شاشات الهواتف أثناء مراسيم دفن الشهيد العتابي.. وجدتهم جميعا يشبهونك في البراءة والنضج المبكر وبريق العيون الدال على مستوى محترم من الذكاء والوعي.. سمعت يا عبد الرحمن وأنت ذو الأربعة عشر ربيعا بأنه تم اعتقالك ذلك اليوم.. هل بتهمة البكاء او بتهمة الوقوف والحضور والمشاركة ؟ كيف يختطفونك يا عبد الرحمن ويختطفون أطفالا في سنك وكأننا في إسرائيل ؟ لم أصدق ذلك حتى رأيت صورتك وحزنت كثيرا حين علمت أن قاضيا يدعي الحكم بالعدل رفض اطلاق سراحك من الإصلاحية التي تم وضعك فيها ظلما وعدوانا؟ هل تعرف من يدخل الاصلاحية يا بني ؟ يدخلها قاصرون يسمون منحرفين ؟ فهل أصبح البكاء على الشهيد انحرافا ؟وهل أصبحت المشاركة في الجنازة انحرافا ؟ ومتى كان الاحتجاج على الظلم انحرافا ؟ عزيزي الكبير.. ابني عبد الرحمن هل تعرف من عليه أن يدخل للإصلاحية هذه الأيام ؟ أظنك فهمت سؤالي.. فقط أنا حزين جدا لانك لن تكون مع عائلتك الصغيرة التي تفتقدك لتشاركها الاحتفال بالعيد ولو رمزيا.. أنا حزين لأن الحاكمين وصلوا في متاهاتهم وشرودهم إلى تطرف أمني خطير يقامر بمصير ومشاعر أجيال من الأطفال والشباب معتقدا أنه بذلك يؤدب منطقة بكاملها.. عزيزي عبد الرحمن الكبير سامحنا يا بني.. سامح ضعفنا أو تفريطنا واعتقالك وحجزك ليس سوى دليل أخر على هزيمة دولة ومنظومة أمنية تستقوي على فقراء البلد ليسرقها المتسلطون والأغنياء .. عزيزي عبد الرحمن قلوبنا معك ومع ريفك ريفنا الأبي وعهدا على الوفاء.. الى اللقاء يا بني.. جمال العزري، والد المعتقل الريفي، الطفل القاصر عبد الرحمان العزري