الطفل عبد الرحمن العزري، أحد الأطفال المعتقلين على خلفية الحراك الشعبي بالريف، يقضي أيامه بإصلاحية السجن المدني بالناظور، بعدما اعتقلته قوات الأمن إثر مشاركته في المسيرة التي أعقبت جنازة جاره عماد العتابي بالحسيمة، يوم 9 غشت الجاري، حيث يصفه والده بأنه أصغر معتقل في الحراك، فيما يعتبره الناشط البارز في الحراك، المرتضى اعمراشا بأنه أصغر معتقل سياسي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. عبد الرحمان العزري، ابن مدينة الحسيمة البالغ من العمر 14 عاما، والذي يتابع دراسته بالسنة الأولى إعدادي، كان من بين الأطفال الذين أثاروا الانتباه في جنازة العتابي، بسبب بكائهم بحرقة أثناء عملية الدفن. والد الطفل عبد الرحمان، أوضح في اتصال لجريدة "العمق"، أن السلطات القضائية بالحسيمة رفضت طلبا للعائلة من أجل تنقيل ابنها إلى مدينته الحسيمة لقضاء عيد الأضحى هناك، مشيرا إلى أن محكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها رفضت طلب الأسرة، معتبرا أن "اعتقاله كان مستغربا بالنظر إلى كونه شارك في تشييع الجنازة والمشاركة في مسيرة سلمية عفوية كباقي المشيعين". وأوضح المتحدث أن أفراد من الأمن بزي مدني اعتقلوا ابنه بعد انتهاء مراسيم تشييع جنازة عماد العتابي بالحسيمة، موضحا أن التهمة التي وُجهت إليه هي "التهمة التي توجه لكل نشطاء الحراك بعد اعتقالهم، وهي المشاركة في تجمهر غير مرخص ورشق قوات الأمن بالحجارة". وأشار جمال العزري في اتصاله للجريدة، إلى أن قاضي التحقيق في محكمة الحسيمة، كشف له أن سبب رفض تنقيل ابنه إلى الحسيمة لقضاء عيد الأضحى مع أسرته، سببه محاولة المحكمة تسريع مسطرة المحاكمة، حيث سيمر عند الوكيل العام للملك مباشرة بعد العيد، لافتا إلى أن عائلته توجه نداءً من أجل منح ابنها فرصة الاحتفال بالعيد مع أسرته. الناشط المرتضى اعمراشا، اعتبر في تصريح لجريدة "العمق"، أن "وزارة الداخلية صادرت الحق في الحزن والتعبير عن المشاعر الإنسانية حتى للأطفال ولم تكتف باعتقالهم، بل تم نقل الطفل عبد الرحمان بعيدا عن أهله ووالديه ليثخنوا جراحنا وجراحهم". وطالب المتحدث بإطلاق سراح الطفل الذي يقطن بحي بوجيبار بالحسيمة ليقضي العيد مع والديه وإخوته، قائلا في هذا الصدد: "كفى ما لحق بوطننا من العار، وتمريغ صورته في وحل إنتهاكات حقوق الإنسان".