ألقى الملك خطابا بمناسبة الذكرى 64 لثورة الملك والشعب، الملك تحدث عن العودة لإفريقيا واستثمارات المغرب بالقارة السمراء، خلافا لما كان متوقعا على أن الخطاب سيدور حول القضايا الداخلية، خصوصا وأن خطاب العرش جاء بنقد حاد للمسؤولين والإدارة العمومية. قال عزيز إدمين، باحث في العلوم السياسية ، إن « المتتبع لخطابات الملك يسجل ملاحظتين الأولى على مستوى الشكل هي خطابات تستعمل لغة بسيطة وواضحة ومباشرة، وعلى مستوى المضمون فان كل خطاب يختار موضوع أو موضوعين للتشخيص والتقييم وإعطاء التوجهات العامة « . وأضاف إدمين « يأتي اختيار اليوم لموضوع الاتحاد الإفريقي في سياقات متعددة، منها استكمال المغرب لانخراطه في منظومة الاتحاد الإفريقي بشكل كامل بعد المصادقة على كل البرتوكولات الملحق بالقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي، وهو ما يقتضي انخراط المغرب بكل مؤسساته ومكوناته الحكومية والبرلمانية والمدنية في أجهزة الإفريقي ». وتابع في حديثه ل « فبراير » « وما يطرح ذلك من تحديات في مواجهة أعداء الوحدة الترابية وسياق آخر يتعلق بتعيين مبعوث أممي جديد بشكل رسمي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة وسجل إدمين « أن ملف الصحراء سوف يأخذ أبعادا ومقاربات جديدة، وسيكون الاتحاد الإفريقي جزءا منها ». وخلص إلى أن « الخطاب هو عملية إدماج مؤسسات الدولية في الدورة الإفريقية مؤسساتيا وأيضا من خلال الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية الموازية ». من جهته، قال أشرف مشاط، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، إنه :«يمكن اعتبار الخطاب الملكي لثورة الملك و الشعب أنه خطاب الاستمرارية للخطاب السنة الفائتة »، وتابع « و هو من الجيل الجديد للخطب الملكية التي أصبحت مواكبة للأحداث سواء الداخلية او الخارجية، لذا فإن خطاب الملك لهذه السنة كان موجها كليا للشأن الخارجي للمملكة». وأضاف في تصريح خص به « فبراير » مدة الخطاب الملكي كانت كافية لإضفاء روح المرحلة الراهنة على الاحتفال بحدث 20 غشت البطولي والملحمي، و قد حملت رسائل الخطاب الإجابة و تأكيد العزم على الارتقاء بالصورة الذهنية للمواطن المغربي عن الدور الذي يقوم به المغرب داخل إفريقيا سواء قبل العودة للاتحاد الإفريقي أو بعد العودة، عن طريق تفعيل خطة لخوض معركة تنموية شاملة من أجل مستقبل مشرق لإفريقيا والارتقاء بكرامة المواطن الإفريقي». وسجل المتحدث نفسه أن:«التقدم لن يكون إلا بقارة افريقية قوية و متماسكة و مستقلة في قرارها الاقتصادي و السياسي عن طريق الوحدة و التضامن بين دولها وهذا ما تريده المملكة المغربية، فالتوجه لإفريقيا لم ولن يكون على حساب الأولويات الوطنية والاقتصاد الوطني، بل هو قيمة مضافة له وسيكون اثار ايجابية خاصة على قضية الوحدة الوطنية ». وخلص مشاط إلى أن خطاب الملك لثورة الملك والشعب قد سمى الأسماء بمسمياتها من خلال الرد على مجموعة المغالطات التي روجها أعداء الوحدة الترابية على مدار الأشهر الماضية وإعلان أيضا على أن الوقت الآن هو وقت العمل عن طريق رؤية إستراتيجية و مندمجة من اجل تنمية مشتركة مع إفريقيا على أساس رابح رابح »، مضيفا أن هذا « سيكون عن طريق العمل بنفس جديد و استراتيجي و مواكب للأحداث الإقليمية و الدولية للدبلوماسية المغربية سواء داخل القارة الإفريقية أو على صعيد الدولي بما يعود بالنفع الايجابي على القارة الإفريقية على المدى المتوسط و البعيد ».