يعيش حزب العدالة والتنمية صراعا صامتا، حول منصب الأمانة العامة، ففي الوقت الذي اختار فيه المجلس الوطني تجاهل الحديث عن المادة 16 من القانون الداخلي للحزب والتي تجيز للأمين العام ولايتين، اختارت شبيبته الإصطفاف الصريح الى جانب عبد الإله ابن كيران. ففي بيان صادر عن المكتب الوطني لشبيبة المصباح، المنعقد يوم 9 يوليوز، أكد أن رفاق البوقرعي تداولوا ب »استفاضة في الوضعية الداخلية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية محيين عاليا وبحرارة المواقف الصامدة للأخ الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمبادئ والمواقف الثابتة لحزب العدالة والتنمية التي لا تلين بين يدي المواقع والمناصب ». دعم الشبيبة لم يقف عند هذا الحد بل وصل إلى حد مطالبة بنكيران بالاستمرار على رأس الأمانة العامة ضدا على تعالي أصوات من داخلها تطالب بعدم التجديد له، هذه الأصوات ترى بأن ذلك سيؤثر على أداء الحزب الذي يقود الحكومة. الدعم جاء واضحا وصريحا، إذ يقول البلاغ « بالمناسبة يطلب المكتب الوطني للشبيبة من الأخ الأمين العام الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالا ومستقبلا باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي التي آمنت بمنطق الإصلاح في ظل الاستقرار ». وفي هذا الإطار يشير عبد المنعم لزع، أستاذ علم السياسية والقانون الدستوري، إلى ملاحظتين أساسيتين، الأولى هي أن « كل صراع يجب أن ينظر إليه كصراع امتدادي من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة، ولا معنى ولا تأثير لأي صراع لا يدمج القاعدة في رهانات القمة أو القيادة »، وبخصوص ملاحظته الثانية،يقول « أن كل صراع بغض النظر عن طبيعة الرهانات الخاصة به والسياقات المتحكمة فيه هو صراع من أجل مصالح ورساميل معينة »، مضيفا أنه « عندما نتحدث عن المصالح فإننا نتحدث عن أكثر من قطب منافس وأثر من عرض حزبي وأكثر ثقل حزبي وكل قطب أو ثقل أو عرض يستمد مقومات التنافسية في الصراع من دعم القاعدة ». وخلص الباحث في العلوم السياسية تصريح ل »فبراير » أنه بناء على هذين الملاحظتين « أي صراع داخل حزب العدالة والتنمية على مستوى الامانة العامة هو صراع مدمج لكافة مستوات التمثيلية داخل الحزب، فلكل قيادي داخل الحزب مركز ثقل ولكل مركز ثقل قيادي ». واعتبر البعض أن الصراع داخل القاعدة هو نتيجة طبيعية لما يحدث على مستوى القيادة، خاصة وأن شباب الحزب لم يستسغ الطريقة التي أعفي بها عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة، وهو مايؤشر على أن الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية المزمع تنظيمه بمدينة فاس من 05 غشت الى 13 منه، سيكون ساخنا بين أنصار العثماني وانصار ابن كيران،في ظل الحديث عن سياسة التقاطبات.