"فبراير.كوم" زارت مسرح أكواريوم حيث التقت طاقم مسرحية "ديالي". الأجواء بالقاعة مفعمة بنقاش حيوي حول الجهاز التناسلي للمرأة بجرأة غير معهودة. "فبراير.كوم" جالست في آن المخرجة وكاتبة وممثلة مسرحية "ديالي" وتنقل لكم بالصوت والصورة حقيقة مسرحية تكسر واحدا من أكبر الطابوهات الجنسية بدت صارمة ومتوقعة لكل الجدل الذي خلقته ولازالت مسرحيتها. هي امرأة خمسينية قالت ل"فبراير.كوم" ونحن نضع أمامها الكثير من الأسئلة المستفزة التي طرحتها فكرة مسرحية "ديالي:"الحياة كلها متمحورة حول الجهاز التناسلي للمرأة وأتحدى أيا كان أن يثبت لي العكس. العرض كان جيدا وضروري". هي مخرجة مسرحية "ديالي" نعيمة زيطان التي رأت النور بمدينة شفشاون سنة 1967، مستشارة سابقة في منظمة الصندوق العالمي للنساء، عضوة في المجلس الوطني لحقوق الانسان جهة الرباط، رئيسة النقابة المغربية لمحترفي المسرح فرع الرباط، أستاذة مادة المسرح، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لها تجارب مسرحية عديدة من أبرزها:"مشاحنات"، " قبل الفطور"، "شكون فيه الديفو"، " كلاكاج"، "حكايات النسا" ... عندما سألتها "فبراير.كوم" عن "ديالي" الذي أثار وسيثير الكثير من الجدل أجابت:"من علامات تخلف العقل العربي وليس الاسلامي تسييجه للجهاز التناسلي للمرأة بأساطير مبنية على الجهل وأعراف بدائية فهاته النجاسة كما يسميها الجهال هي مصدر ومنطلق مشوارنا في الحياة. وقد أكدت لنا المخرجة نعيمة زيطان أن المسرحية اعتمدت على مجالسة النساء قبل كتابة المسرحية، لأن صاحبة النص الأصلي "حوار الفرج" تشترط على كل اقتباس التقيد بمنهجية الكتابة وعلى رأسها الاعتماد على شهادات حية في كتابة النص وفق أسئلة تتمحور حول الجهاز التناسلي للمرأة ابتداء من الأسماء المتداولة له وصولا الى علاقتهن به. المشاركات بلغن 120 إمرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و54 سنة تحدثن عن تجاربهن ومعاناتهن منذ نعومة أظافرهن مع العقلية التي تحاول أن تظهر الفرج أو الطب..و... بالمناسبة فتسميات العضو التناسلي للمرأة تناهز المائة بالمغرب وكل واحدة تحمل من الدلالات ما لا يعد ولا يحصى، ولو كنا نتوفر على بحث علمي حقيقي ينبش في كل الطابوهات لشكلت هاته الأسماء مجالا لبحث ناجع، وربما تطلعنا على جذور وأسس هاته التسميات، لكن جدار الصمت يكتم على الأنفاس حتى فيما يتعلق بالعلم. قلت المستجوبات عانين من انفصام، فجسد البنت ملك لها، لكن عليها أن تتصرف فيه بما يملى عليها، وهنا منبع المعاناة في الكثمان والتي نحاول من خلال هذا العمل فتح نقاش فيه" أما مقتبسة المسرحية، فهي "مها سانو" التي جالسناها وطرحنا عليها أكثر من سؤال. هي مغربية من أم يابانية، من مواليد 1989 بالرباط، حاصلة على دبلوم في علم تواصل المؤسسات منcom sup. اقتبست مسرحية "ديالي" من مسرحية "حوار الفرج" ل"إب إنسلر" الممثلة والكاتبة المسرحية الأمريكية التي عاشت تجربة قاسية تتمثل في اغتصابه من قبل والدها منذ نعومة أظافرها وهي التجربة التي تركت لديها مرارة أفرزت مسرحية "حوار الفرج". لمها سانو وجهة نظرها التي تعبر عنها بحرقة ل"فبراير.كوم بالقول:"بأي حق ينعث العضو التناسلي للمرأة بالنجاسة وبالقادوس وبمجرى البول...أليس هو منبع الحياة واللذة وأوج الحب. هو جزء من جسدي وأفتخر به لا إشكال لي معه.. العمل المسرحي جاء لخلق تصالح بين الأنثى وهذا الجزء الذي أعتبره مثل الوجه واليد ...علينا الاعتناء به وتنظيفه والحديث عنه بأريحية، حتى تتناقل المعلومات الصحية حوله من كيفية تنظيفه الى كيفية التعامل معه وهاته المعلومات متوفرة لدى النساء البالغات، إلا أن "احشومة" تمنع الأم والأخت الكبيرة والخالة والصديقة والأستاذة والمرشدة الدينية ....من البوح بها للصغيرات والصغار، ودورنا نحن أن لا نحتفظ بهذه التمثلات الخاطئة التي لا تتحدث عنه إلا بسلبية، النص لازال في مراحله الأولى ومن المنتظر أن نتوسع في الموضوع، فلا زال الجزء المتعلق بالعادة الشهرية والختان الثقافي في طور الكتابة، وبخصوص الضجة التي أثيرت حول العرضين فجوابي بسيط، كل من له إشكال مع الموضوع فما عليه سوى إعفاءنا من حضوره، فالعرض ينجز فوق الخشبة وليس على الشاشة حتى تثار مسألة الأخلاق التي تظلم باسم الجهل، أريد أن أعرف مادخل الأخلاق في إشكال مرتبط بالجهل؟" من جهتها أكدت إحدى الممثلات الثلاث "رينا بنراهيم" ل"فبراير.كوم":"الرسالة انسانية. يرمي العرض الى تمريرها وفتح النقاش حولها. فجهازي التناسلي جزء مني. أصلي به أنام به، يحيا في ومعي، مثله مثل سائر أعضاء جسدي وكل من يحاول التبخيس منه عبر بعض النعوث أو احتقاره فهو منافق، وإلا لما كانت كل هذه الجاذبية التي تتمحور حوله، قدمت الدور و أنا مقتنعة بالرسالة التي يتضمنها وسأستمر في تأديته مهما كانت الانتقادات التي وجهت وستوجه لنا من قبل رعاة الجهل والتخلف باسم الأخلاق في هذا البلد" "فبراير.كوم" جالست في آن المخرجة وكاتبة وممثلة مسرحية "ديالي" وتنقل لكم بالصوت والصورة ما جرى مع منجزي العرض المسرحي الذي اثار وسيثير جدلا، ومن خلال قوة وحجية الخطاب السمعي البصري ستتابعون معنا في "فبراير.كوم" عمق الإشكال الذي تطرحه كل التمثلات عن العضو التناسلي للمرأة الذي ليس في البدء والأخير سوى عضو كسائر أعضاء الجسد الأنثوي.