نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا مطولا عن الأمير مولاي هشام العلوي، بمناسبة صدور كتابه "الأمير المنبوذ". تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي حمل عنوان " الأمير المغربي المتمرد يسلط ضوءا قاسيا على المملكة"، يعود إلى حياة الأمير مولاي هشام، وكيف كانت علاقاته مع الملك محمد السادس، علاوة على أهم التفاصيل التي كشف عنها في مذكراته، المثيرة للجدل. "فبراير.كوم" تقدم لقرائها الترجمة الكاملة لمقال الصحيفة الأمريكية. أكد "جون وارتربوري"، الباحث الأمريكي ومؤلف كتاب " أمير المؤمنين والنخبة السياسية المغربية"، أن كتاب الأمير مولاي هشام يوفر تفاصيل دقيقة تسلط الضوء على النظام الملكي، مضيفا أن " محاولة الأمير في الكشف وترسيخ الشفافية كان لابد أن تثير الغضب والصدمة لدى البعض".
" في كتابه أبدا الأمير مولاي هشام قسوة كبيرة على العديد من المغاربة، لاسيما على طبقة الأغنياء والمحضوضين الذين يعيشون على حساب الامتيازات التي يغدق عليهم المخزن"، يردف "وارتربوري"، الذي أوضح أن " انتقاد الأمير للنظام الملكي جاء كتجربة امتدت لسنوات، وهو ما يتضح من خلال الغياب المستمر للأمير في مناسبات العائلة الملكية-حفلات الزفاف، حفلات العقيقة، وحتى في حفلات تشييع الجثامين، وفي مقالات الرأي التي ينشرها في صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" وفي العديد من الصحف الأخرى.
"فالشخص لا يمكنه أن يكشف عن هذه الحميمية، وبعض الإغراءات والانتقاد الشديد دون أن يحدث بذلك انفجارات"، يستطرد "وارتبوري"، الذي اعتبر أن "الأمير مولاي هشام يرغب في حدوث تغيير عميق بالمغرب، وهو التغيير الذي من شانه أن يخيف".
"يتعين على النظام أن يستجيب للمطالب الاجتماعية، لكنه لن يستطيع الوفاء بها لأنه يدمر الاقتصاد ويحتاج حاليا إلى المزيد من تعزيز هذا المنحى"، يقول الأمير مولاي هشام، الذي كان يرتدي سترة وسروال "جينز" رمادي اللون في فندقه بباريس، قبل أن يضيف أن " المخزن سيعرف في نهاية المطاف أزمة بسبب تناقضاته الخاصة".
"فالمغاربة، يردف الأمير العلوي، يوجدون في منطقة راحة. يرغبون في التغيير، لكنهم لايريدون الزج بأنفسهم في ما وقع لتونس، أو مصر".
انفصل الأمير مولاي هشام عن الملك محمد السادس لمدة 20عاما، باستثناء عدد قليل من اللقاءات التي جمعتهما. أما بناته فهن مقربات من الملك، لكنه يؤكد أنه عاش رفقة ابن عمه محمد السادس ذكريات جميلة في الطفولة.
وبخصوص ردود الأفعال التي أثارها كتابه في وسائل الإعلام بالمغرب، فقد أحجم الأمير عن الإجابة عنها، لكنه يؤكد، وقد لمعت عيناه وميضا، وافتر ثغره عن ابتسامة أن " كتابه من أكثر الكتب مبيعا"، قائلا :" أنا لا أقوم بالترهيب. فلو عاش الحسن الثاني، فالباقي سيكون في نزهة بحديقة".