بعد استقبال قصر الإليزي بفرنسا لإيمانويل ماكرون، ثامن رؤساء الجمهورية الخامسة التي أنشئت عام 1958، وباعتبار فرنسا دولة مؤثرة في المحيط الدولي والإقليمي، فأولى الأسئلة التي يباشرها المراقبون والمهتمون هو ماذا يعني فوز ماكرون لكل دولة تربطها مصالح مشتركة بفرنسا وعلى رأسها المغرب؟ طرحنا هذا السؤال على عبد الصمد بلكبير، محلل سياسي، فأكد على أن أهم معطى بالنسبة للمغرب هو استمرار الدعم الفرنسي لأطروحة المغرب فيما يهم قضيته الأولى، قضية الوحدة الترابية والصحراء. وقال بلكبير، إن فوز ماكرون بالنسبة لما أسماه « المغرب الشعبي » أي الشعب المغربي، يعني ردة، ونجاح الليبرالية المتوحشة ونجاح الولاياتالمتحدةالأمريكية، علما أن « الشعب الفرنسي كان في وضعية لا يحسد عليها، وكان أمام اختيارين كلاهما سيء ». أما بالنسبة للمغرب فستكون هناك إعادة إنتاج للوضع السابق، الذي كان في صالح « المغرب الرسمي » كما وصفه الباحث، خاصة فيما يهم قضية الصحراء. وأكد المتحدث في اتصال مع فبراير.كوم، أن فوز منافسة ماكرون، وممثلة اليمين مارين لوبان، كان سيكون أفضل بالنسبة لشعوب العالم الثالث، لأن لوبان ضد العولمة المتوحشة، والفرنسيين سيعودون إليها بعد تقليم أظافرها، أي بعدما تراجع أوراقها فيما يهم الإسلاموفوبيا، والموقف العدائي من المهاجرين، والعزلة على أوروبا، التي شكلت خطأ جسيما في حملتها الإنتخابية، رغم أن برنامجها كان أفضل من برنامج اليسار. واعتبر الأكاديمي، اليسار الفرنسي رجعيا، واستعماريا، وجميع المصائب التي ألحقتها فرنسا بشعوب العالم الثالث، وإفريقيا خصوصا، كانت بقيادة اليسار، أما السياسة الخارجية لليمين في فرنسا بالنسبة لشعوب العالم الثالث فهي أفضل من اليسار، حيث يعتبر أقل عدوانا وتدخلا في الشؤون الداخلية للبلدان مقارنة مع اليسار الفرنسي « لقد رأينا عدد القواعد العسكرية في إفريقيا، والتدخلات فيها والجرائم التي أقدمت عليها في ليبيا… ». "وتجدر الإشارة إلى أن حركة إلى الأمام لم يمضي على تأسيسها سوى عام واحد، ومع ذلك اكتسح ماكرون سريعاً المشهد السياسي في بلاده، مقدماً نفسه مرشحاً وسطياً يقف في المنطقة الفاصلة بين اليمين واليسار. ومع أن العديد من المؤاخذات لاحقته جراء "خروجه" عن نهج معلمه الإشتراكي فرانسوا أولاند، إلا أنه استطاع كسب تأييد شعبي منحه تأشيرة العبور إلى الدور الثاني ومنه إلى قصر الإليزيه.