مدريد – السابعة والنصف بتوقيت جرينتش.. العاشرة والنصف بتوقيت مكة.. موعد ستتوقف فيه الكرة الأرضية عن متابعة الصدام الأكثر قوة وإثارة في عالم الأندية، عندما يلتقي ريال مدريد وبرشلونة على ملعب المستايا بمدينة فالنسيا مساء اليوم الأربعاء في نهائي كأس ملك إسبانيا. لقب الكأس هذا الموسم رغم أنه بطولة تعد ثانوية في إسبانيا، إلا إنه سيحظى بأهمية غير عادية للناديين الأكثر شعبية في العالم.. أهمية تفوق بمراحل ما كانت تحظى به هذه الكأس من قبل، وشاء القدر أن يجعل أمل الكبيرين هذا الموسم هو تأمين هذا اللقب. فبرشلونة.. ذلك العملاق الذي صال وجال في السنوات الأخيرة لن يكون أمامه سوى الفوز بهذا اللقب من أجل إنقاذه موسمه الكارثي بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا، وابتعاده عمليا عن المنافسة على لقب الليجا، ولو خسر برشلونة لقب الكأس فستكون هذه هي المرة الاولى التي يخرج فيها خالي الوفاض للمرة الأولى منذ عام 2008، على اعتبار أن بطولة السوبر التي حققها قبل انطلاق الموسم هي بطولة متعلقة بالنهاية بالموسم التي يسبقها. ريال مدريد.. وعلى الرغم من احتفاظه بآماله في المنافسة على لقبي الليجا والتشامبيونز ليج، لكن يبقى فوزه بلقب كأس الملك الضامن الوحيد لعدم تكرار مأساة موسمه الأخير مع مورينيو والخروج من هذا الموسم بلا ألقاب للعام الثاني على التوالي، خاصة وأنه ينتظر هدايا الآخرين في الليجا، في وقت سيصطدم فيه مع بايرن ميونيخ بدوري الأبطال المرشح الأقوى للفوز باللقب. ويسعى الريال لإنهاء ما يقرب من عامين عجاف، وبالتحديد 593 يوما لم يحصل فيهما الفريق على بطولة واحدة، وبالتحديد منذ أن حقق لقب كأس السوبر في 30 أغسطس آب 2012 على حساب برشلونة أيضا بالفوز 2-1. الغيابات ستلعب دورها في هذا الصراع، ويبقى ريال مدريد المتأثر الأكبر بهذه الغيابات في ظل تأكد غياب نجم شباكه الأول رونالدو ومعه الشاب الصاعد خيسي الذي أحرز أهدافا في كل كبار إسبانيا، وهما الغيابان الأكثر تأثيرا إلى جانب مارسيلو. وإذا كانت الغيابات هجومية في الريال، فإنها دفاعية في برشلونة مع تأكد غياب بيكيه قلب دفاع الفريق واحتمالية غياب زميله بارترا هو الاخر، وهو ما قد يدفع تاتا لإشراك القائد بويول بعد غياب، ولن يؤثر غياب فالديز كثيرا لأنه لا يشارك في مواجهات الكأس من الأساس. المواجهة ستكون فرصة أمام ميسي الغائب الحاضر في تشكيل البارسا كي يدافع عن نفسه بعد كل ما طاله سهام انتقاد في ظاهرة لم يتعود عليها، ومعه نيمار الصفقة التي عول عليها برشلونة الكثير ولم تحقق الكثير، وفرصة أيضا لإنييستا ترمومتر أداء الفريق، الذي إذا تألق صال برشلونة وجال، وإذا اكتفى بالمشاهدة فقد البلوجرانا قدرتهم على الفوز. على الجانب الآخر.. سيكون اللقاء فرصة لنيل أغلى لاعب في العالم كي يؤكد أحقيته في أن يكون الأغلى وقيادة الفريق في غياب رونالدو نحو تحقيق أول ألقابه، كما سيكون فرصة لبنزيمة لاستعادة ذاكرة التهديف بعدما توقفت بعد الكلاسيكو الأخير بالليجا. على مستوى المدربين.. يحظى اللقاء بأهمية خاصة لكليهما فأنشيلوتي سيسعى جاهدا لتحقيق الفوز الأول له في الكلاسيكو بعد خسارته في مواجهتي الليجا.. تاتا بدوره يعتبر اللقاء بالنسبة له مصيريا لأن خسارته ستجعله يضمن لقب المدرب الأسوأ لبرشلونة في العقود الاخيرة. ويبقى في النهاية الإعداد النفساني لهذه المواجهة العامل الحاسم والمرجح لكفة أحد الفريقين، ولعل ما حدث بالماضي القريب أكبر دليل على ذلك بعدما دخل ريال مدريد الكلاسيكو الأخير منتصرا بفضل التوقعات كافة، وفي النهاية خرج من الباب الصغير للبرنابيو.