جزم محمد الساسي أن الذي سيتحكم في الوزراء في الحكومة الجديدة، ليس رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران، وإنما فؤاد عالي الهمة، الذي عين مستشارا في الديوان الملكي بعيد تعيين بنكيران رئيسا للحكومة، على نحو ما جاء في محاضرة ألقاها مؤخرا في الفنيدق. وأضاف محمد الساسي الذي جرت العادة أن تخلف محاضراته نقاشا سياسيا، أن خذلان بنكيران يوم تعيين الهمة مستشارا قد وضع الوزراء أمام خيار وحيد:الرضوخ لطلبات المستشارين الملكيين أو الخروج من الحكومة:"إن أعناقهم في الواقع بيد الهمة ورفاقه وليس بيد بنكيران، وتكفي رسالة نصية عبر الهاتف لتضعهم خارج الحكومة". وأكد الساسي في الندوة التي نظمتها جمعية "نعم، نستطيع"أن بنكيران ليس بيده حيلة، ولا يمكنه أن يفعل شيئا إزاء هذا الواقع، مضيفا إن:"هذه ضريبة التسرع في وضع الدستور بهدف إطفاء الحراك الشعبي..فلا يستطيع بنكيران تغيير الشيء الكثير، لا في برنامجه السياسي ولا الاقتصادي ولا العسكري، لأن كل شيء موكول في نهاية المطاف للملك وفق الدستور"، وقد اعتبر محمد الساسي أن الدستور الجديد صنع وضعا مرتبكا بالفعل، هو أقرب إلى تحايل ذكي يوهم المرء بأنه يقدم شيئا بالفعل، لكنه لا يمنحك سوى السراب. وقد عرج الساسي على الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقال إن الذي فاز هو النظام الذي حقق نصره، لأنه لم يفرمل الإسلامي، بل، يضيف الساسي، جعل من فوزهم تغطية عن كل الشرور في سبيل الحصول على تزكية من الجميع بأن الانتخابات جيدة مادامت قد حققت فوز الإسلاميين.