قبل ساعات من التعيين الرسمي لحكومة سعد الدين العثماني، بعد أزيد من خمس أشهر من « البلوكاج »، على عهد الرئيس المعفى، عبد الاله بنكيران، عاش أعضاء حزب العدالة والتنمية، قيادة وقواعد، ليلة من الإرتباك والنحيب، خصوصا بعد تسريبات شبه أكيدة عن هيكلة الحكومة الثالثة بعد دستور 2011. حامي الدين القيادي البارز في حزب رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها وجه نقدا لاذعا لما آلت إليه « النتائج الأولية » لمشاورات تشكيل الحكومة قائلا » اسمحوا لي أن أقول بأن حكومتنا- التي نتمنى لها كامل التوفيق والنجاح- ليست نتيجة لتحالفات سياسية بين أحزاب سياسية حرة، وليست تتويجا لتوافقات سياسية عميقة، ولا حتى نتيجة » مساومات إرادية » بين الفرقاء السياسيين، ولكنها تعبير عن إرادة الأقوياء المفروضة على أحزاب مسلوبة الإرادة ». وأضاف عبد العالي حامي الدين في تدوينة له على « الفايسبوك »، « ومن السذاجة أن نحاول إقناع الناس بأن هذه حكومة سياسية معبرة عن اقتراع 7 أكتوبر ». على نفس النغمة عزف عبد الصمد السكال وهو أحد وجوه حزب العدالة والتنمية بالرباط، حيث دعا حزبه إلى وضع مسافة مع الحكومة المشكلة أو يزمع الإعلان عنها رسميا من طرف الملك، بما يحمل ذلك من إشارات وقراءات وتحليلات يجب الوقوف عندها حسب متتبعين. وقال القيادي السكال في تدوينة على حسابه الشخصي في « الفايسبوك » : « بغض النظر عن التفاصيل النهائية للحكومة المنتظرة، فالأكيد أنه يتوجب العمل على وضع مسافة معها من طرف الحزب والاشتغال على الحد من الخسائر والتحضير الجيد للمرحلة المقبلة ». وتواصلت ليلة النحيب وبكاء مآل « البيجيدي »، حيث تقدم حسن حمورو عضو المجلس الوطني للحزب عبر حسابه على « فايسبوك » بملتمس عقد دورة استثنائية لمجلس « البيجيدي » وكتب: « بصفتي عضوا في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وبالنظر إلى ما ظهر أنه انزياح عن قرار الدورة الأخيرة للمجلس المنعقدة يوم 18 مارس 2017.. وبالنظر إلى المخرجات الصادمة لما سمي مشاورات تشكيل الحكومة التي سيترأسها حزبنا في شخص الأخ الدكتور سعد الدين العثماني، فإني راسلت منذ يوم 27 مارس رئيس المجلس الوطني وأعضاء مكتبه، ملتمسا عقد دورة استثنائية في القريب العاجل، للتداول في حيثيات استجابة رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، لكل الاشتراطات التي سبق للأمانة العامة أن رفضتها في بلاغاتها انتصارا لنتائج الانتخابات وللقواعد الديمقراطية ». وتناسلت بكائيات أعضاء حزب اعدالة والتنمية، حيث واصلت قيادة وقواعد الحزب على البساط الأزرق نشر تدوينات تؤكد أن شيئ ما يحدث داخل الحزب الأول في المغرب، إنتخابيا.