أثار بلاغ للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي صدر أمس الخميس بعد الجولة الأولى من المشاورات التي قادها رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني، غضب واستياء عدد من أعضاء "البيجدي"، بسبب ما اعتبروه تجاهل من البلاغ عن "الأغلبية السابقة" و"الإرادة الشعبية" ونتائج الانتخابات لسابع أكتوبر. و بحسب بلاغ "البيجيدي " فإن أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، التي يرأسها عبد الإله بنكيران، سبق أن أكدوا خلال لقاء لهم صباح يوم الخميس 23 مارس الجاري، دعمهم لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين في تدبيره للمفاوضات المقبلة من أجل تشكيل أغلبية تنبثق عنها حكومة قوية ومنسجمة تحظى بثقة ودعم وقادرة على مواصلة أوراش الإصلاح وتستجيب لتطلعات المواطنين. وفي تعليقه على ردود الفعل الغاضبة من "البيجدي" بخصوص البلاغ المذكور، قال عزيز الرباح، عضو الأمانة لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع "نون بريس" إنه "لا ينبغي أن يبدأ رئيس الحكومة المعين مفاوضات من أجل تشكيل الحكومة بخطاب "التشديد"، مبرزا أنه يتعين على الرأي العام الوطني أن يفهموا الحياة السياسية، بصرف النظر عن حزب الأصالة والمعاصرة الذي اختار المعارضة". وأفاد الرباح القيادي في حزب "البيجيدي" أن المشاورات الأولى لابد أن تكون فيها نوع من الترحيب والاستعداد من أجل تشكيل الحكومة، وحينما سيتم الانتقال إلى الشروط المطلوبة من كل طرف،آنذاك سيتم اتخاذ القرار المناسب، يقول الرباح، مضيفا أن منطق المشاورات الحكومية تسير وفق مثل "تخطب من عندي ونخطب من عندك". وأشار الرباح إلى أن "المشاورات الحكومية في البداية لا ينبغي أن تتسم بالتصعيد والتشدد، وينبغي على المفاوض أن يتكلم بطريقة هادئة ومؤدبة، وحينما تتقدم المشاورات فمدبرها حكيم، فإذا قامت أطراف المفاوضات بالتصعيد فآنذاك يتم اتخاذ القرار المناسب". وخلص الرباح، إلى أن انتقاد بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص الجولة من المشاورات الحكومية، شيء طبيعي، متسائلا "هل من الضرورة أن يتم سلوك نفس المنهجية السابقة في المشاورات الحكومية، من قبل جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان، بعد خمسة أشهر التي أوصلتنا للبلوكاج الحكومي"، مضيفا قوله " نحن مغاربة هل يكتب علينا أننا دائما نختلف، ألا يمكن أن نتوافق". جدير بالذكر، أن بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أثار جدلاً واسعاً في صفوف عضوات وأعضاء الحزب، وفي الأوساط الإعلامية والسياسية المغربية، حيث قالت أمينة ماء العينين عضو الفريق البرلماني ل"المصباح" بمجلس النواب: "أنا حزينة .هادشي اللي عطا الله. أهنئ من يستطيع كتم مشاعره و التعبير بأسلوب مغاير. لحظات احباط وضعف انساني." فيما قال حسن حمورو، الإطار بالفريق البرلماني للحزب بالغرفة الأولى: "فين مشات القواعد الديمقراطية والارادة الشعبية...؟؟"، مضيفاً في تدوينة ساخرة: "ما نويت الزمان يغدر ويتبدل الحال!". من جانبه أفاد عبد الصمد بنعباد: "بلاغ البيجيدي أسقط "القواعد الديموقراطية" و"نتائج الانتخابات" و"الإرادة الشعبية".. مبروك الحكومة"، مضيفاً "أختلف مع كل القائلين بنهاية بنكيران.. بنكيران جاءت به الإرادة الشعبية.. والإرادة الشعبية ماتزال متشبثة به مناضلا وقائدا وفارسا في ميدان البناء الديموقراطي.. هم أرادوا إنهاءه.. ونحن نريد استمراره.. هو صراع إرادات قبل أن يكون انعكاسا لميزان القوى".