نوه عبد الصمد سكال رئيس مجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة، مساء أمس بالرباط، باختيار مُنظمي للدورة الأولى لمنتدى المدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني- المقاولات شعار « المغرب فاعل أساسي للتنمية في إفريقيا »، مُضيفا في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال هذه الدورة، بأن هذا يعكس التفاعل الحي للجامعة المغربية مع العودة القوية لبلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس، إلى القارة السمراء، سيما أن مُختلف القوى الكبرى في العالم تسعى ليكون لها حضور في القارة الإفريقية. وشدد سكال على ضرورة دعم السياسة المغربية في إفريقيا والانخراط في هذا التوجه الذي يتيح فرصا مهما للأطر والشركات المغربية لتنمية مشاريع مشتركة من شأنها « أن تعود بالخير على الطرفين »، يؤكد المسؤول الجهوي، قبل أن يَكشف عن حوار دار بينه وبين أحد المغاربة الذين يستثمرون في إحدى الدول الإفريقية، أخبره بما يجده من ترحيب وحفاوة من قبل سكان هذه الدولة الإفريقية، التي تعود إلى القواسم المشتركة التي تجمع الشعوب الإفريقية، القريبة من الخصائص المغربية عكس الآخرين. وفي هذا الصدد، يرى سكال بأن النموذج المغربي يظل هو النموذج الأقرب إلى دول افريقيا، وله من العديد من الإمكانيات التي تسمح لها بالنجاح، داعيا المهندسين المغاربة الذين يرغبون في التوجه للاشتغال في بعض الدول الإفريقية إلى التسلح بعلوم التدبير، وحذرهم من مغبة « أن يظلوا مُهندسين فقط، بل أن يكونوا أيضا مدبرين بشكل جيد ليجدوا مكانهم في سوق الشغل »، مُعتبرا بأن تنظيم هذا المنتدى بمبادرة من الطلبة المهندسين من شأنه تطوير مهاراتهم في التدبير، وخلق محطة لعقد لقاءات مع المقاولات المغربية الصناعية التي تعبئ مجموعة من الفاعلين المنخرطين في الدينامية الحالية للمخططات الاقتصادية والسياسية والثقافية لبلادنا تجاه إفريقيا. وعن دور الجهات بالمغرب في دعم سياسته في التنمية بإفريقيا، يقول سكال « كما أن للتعاون بين الدول أهمية كبرى، أيضا للتعاون بين الجماعات الترابية دور إضافي ومهم كذلك، بالنظر لإتاحة الفرصة لتوطيد علاقات التعاون والشراكة بين المُنتخبين، إلى جانب ربط علاقات إنسانية بين سكان مختلف جهات العالم، سيما الجهات الإفريقية ». وفي هذا الشأن، تحدث سكال عن علاقات الشراكة والتعاون التي تربط جهة الرباطسلاالقنيطرة الت يرأسها بمجموعة من الجهات بدول إفريقيا، والتي يعمل مجلس الجهة على تطويرها بما يخدم التنمية المستدامة ويعزز من التبادل الثقافي بما يقوي أواصر التعارف والصداقة بين الشعوب الإفريقية. كما تطرق سكال إلى علاقة الشراكة والتعاون التي تربط مجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة بالجامعة، وهي العلاقة التي وصفها المسؤول الجهوي ب »العلاقة الاستراتيجية »، التي تم تتويجها بتوقيع اتفاقية شراكة، بين مجلس الجهة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والجامعة الدولية للرباط، التزم من خلالها مجلس الجهة بالمساهمة في الدعم المادي للبرامج المتفق عليها من خلال رصد عرين مليون درهم موزعة على شطرين، ثمانية ملايين درهم برسم ميزانية سنة 2016 تم فيها تمويل تنفيذ مشاريع البحث العلمي التطبيقي بالجهة، فيما تم تحويل اثني عشرة مليون درهم برسم ميزانية 2017، لتمويل مشاريع في نفس المجال، كما تمتد هذه الشراكة التي تهدف إلى الاستفادة من الامكانيات المتوفرة لدى الأطر الجامعية، يقول سكال إلى إشراك الجامعة في إعداد وثيقتين مهمتين هما التصميم المديري للتكوين المستمر، وبرنامج التنمية الجهوية، والهدف، يُشدد سكال « هو تمتين أسس العلاقة بين الجهة والجامعة وتكريس دورهما في تحقيق التنمية المستدامة على أرض الواقع عوض أن يظل شعار يتم ترديده في المناسبات، بل يجب أن تتحول الجامعة الى فاعل حقيقي في التنمية ».