اكتشف طلبة فرنسيون أن المرشحة الرئاسية السابقة سيغولين رويال جلبت معلوماتها عن "ليون روبيرت دي ألستران" البطل الذي تشيد بعظمته من مقال على ويكيبيديا، بقي لثلاث سنوات دون تصحيح أو تدقيق في الموسوعة الشهيرة. وحسب ما نشرته « الهانفغتون بوست » فإنه يستطيع أي شخص الإضافة والتحرير في المعلومات التي تعرضها ويكيبيديا، فهي مفتوحة للجمهور، كما لا تشترط الموسوعة التسجيل لموقعها قبل إضافة أو تحرير المعلومات بها، لذا كثيراً ما يحدث هذا الخطأ في دقة المعلومات. فيما يحاول القائمون على الموسوعة السيطرة على ذلك عبر منع بعض الصفحات من التعديل والتحرير المباشر من الجمهور، وتحديداً تلك التي يلاحظون أنها تتعرض للتخريب المستمر، إذ يقوم إداريو ويكيبيديا الذين يزيد عددهم عن الألف، بتتبع رقم IP الخاص بجهاز المخرب المبلغ عنه، ومعرفة مكانه تقريبياً، وحظره من التحرير المستقبلي، لكن، لا تنس إن لكلٍ حيله. كما الرقابة على الموسوعة التي تؤكد هي نفسها أنها ليست مصدراً أولياً تتم بواسطة الجمهور، فهي تعتمد على محررين متطوعين، يراقبون آخر التغييرات، ويوقفون تخريب بعض المعلومات. وعلى الرغم من كون ويكيبيديا أعظم موسوعة شاملة يشارك فيها الجمهور إلا أنها لا تعد مصدراً موثوق، لذا ليس من المستغرب أن الأساتذة الجامعيين يرفضون ذكر ويكيبيديا كمصدر في الأبحاث، إذ إن الاستشهاد بها يشبه أن تستشهد بموقع بحث "جوجل" وليس بنتائج البحث ذاتها. إليك في هذا الموضوع، أشهر مصادر بديلة ل"ويكيبيديا"، التي يُمكنك الاعتماد عليها بثقة في أبحاثك والحصول على معلوماتك، لتنأى بنفسك عن الوقوع في مثل هذا الموقف الذي ورد آنفاً عن المرشحة الرئاسية الفرنسية، إذ إن من يكتب فيها بالأساس ليس الجمهور وإنما خبراء متخصصون، وصحيح إن هذا ينقص شموليتها لمختلف المجالات، إلا أنه يزيد موثوقيتها. 1- Britannica – الموسوعة البريطانية الموسوعة البريطانية، هي الوحيدة التي يتم ذكرها مع ويكيبيديا، كغريم أو منافس، وذلك بسبب اتساع النطاق الذي تغطيه، وعدم محدوديتها مثل باقي الموسوعات، وقد جاهدت كي تجد مكاناً في العصر الرقمي، بعد أن هزت الموسوعة المجانية ويكيبيديا عرشها، فغيرت سياستها، بعد أن كان 80% من مواضيعها منذ عدة سنوات غير مجاني. الموسوعة البريطانية الإنكليزية العريقة التي تأسست عام 1768، اكتفت بالنسخة الرقمية عام 2010، عندما أصدرت آخر نسخة ورقية لموسوعة "بريتانيكا". الموسوعة التي كانت مقصورة على الخبراء، فتحت الباب في 2008 لتلقي المشاركات من الناس، على أن يراجعها الخبراء بشكل دقيق، وذلك أيضاً، كي لا تخسر أمام غريمتها المتمددة ويكيبيديا. أما ما يخص مسألة الموثوقية، فمع إن الجميع يعتقد أنها ستفوز على ويكيبيديا دون شك، كما أنه مقبول استخدامها كمرجع في الأبحاث، إلا أن عدة دراسات وجدت نسبة الخطأ بين الموسوعتين متقاربة، وهو ما اعترضت عليه "بريتانيكا" فيما بعد. 2- Scholarpedia – موسوعة العلماء Scholarpedia أو "موسوعة العلماء"، تشبه ويكيبيديا في قالبها وذلك يرجع لاستخدام نفس البرنامج في البرمجة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة ومحورية، أهمها كون المقالات مكتوبة على يد خبراء رفيعي المستوى منهم 16 فائزاً بجائزة نوبل، كما تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين (مراجعة الأقران، وهي عملية تدقيق يقوم بها أشخاص متخصصون في المجالات المختلفة)، كما تتم مراجعتها من قبل محررين. الموسوعة محدودة بالنسبة للغة والمجالات، فالمقالات متوفرة باللغة الإنكليزية فقط، كما أنها تقدم مجالات معينة، مثل الفيزياء الفلكية، والميكانيكا الفلكية، وعلم الأعصاب الحاسوبي، والذكاء الحاسوبي، بالإضافة إلى النظم الديناميكية والفيزياء. في يناير/كانون الثاني 2008، أي بعد عامين من إطلاقه، غير الموقع سياساته وسمح للجمهور بإرسال المقالات، لكنها لا تنشر دون مراجعة الخبراء. 3- Ancient History Encyclopedia – موسوعة للتاريخ القديم موسوعة التاريخ القديم تأسست عام 2009، على يد الصحافي والباحث في التاريخ القديم جان فان دير كرابين، والذي أدرك حينذاك أن الإنترنت يفتقد إلى مصدر موثوق وشامل للتاريخ القديم، إذ وجد أن المصادر المتاحة على الإنترنت كانت مشتتة في المواقع، أو معروضة بشكل سيئ، أو لديها أجندة منحازة. الموسوعة التي بدأت صغيرة في 2009، تضخمت حتى أصبحت أكبر موسوعة للتاريخ القديم على الإنترنت، إذ زارها عام 2016 نحو 16 مليون و700 ألف زائر، بزيادة أكبر من 4 مليون عن العام الذي سبقه، فيما يلخص الموقع هدفه في أن يصبح "أفضل وأكمل مصدر مجاني للتاريخ في العالم". كل مقال يرسل للموقع يتم مراجعته بدقة من قبل فريق التحرير الذي يتكون بشكل أساسي من مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختصين في العلوم التاريخية، بحيث لا ينشر إلا المقالات ذات الجودة العالية. ولهذا تنصح العديد من المؤسسات التعليمية باستخدامه كمصدر، مثل جامعة أوكسفورد، ومبادرة المفوضية الأوروبية للتعليم الإلكتروني، وليس من المستغرب بعد ذلك أنهم فازوا بجائزة الاتحاد الأوروبي للتعليم على الإنترنت في 2016. 4- Internet Encyclopedia of Philosophy – موسوعة الإنترنت في الفلسفة Internet Encyclopedia of Philosophy هي موسوعة مجانية للفلسفة أسسها الأستاذ الجامعي جيمس فيسر عام 1995، ويضم طاقم العمل لها حوالي 30 محرراً، و200 كاتب يحمل الدكتوراه وأساتذة في الجامعات في أنحاء العالم، وآخرين متخصصين في المجال، ومقالاتهم بنفس جودة أفضل موسوعات الفلسفة المطبوعة. للموسوعة المتحدثة بالإنكليزية معايير علمية صارمة لما ينشر عليها، إذ تتم مراجعة المقالات مراجعة الأقران، كما تستخدم الموسوعة الإجراءات التقليدية المغلقة لاستقبال وتحويل المقالات الدائمة قبل عرضها، وسوف ترى أن ويكيبيديا نفسها تستشهد بها كمصدر في مواضيعها، فيما يزورها حالياً أكثر من مليون زائر في الشهر. 5- Stanford Encyclopedia of Philosophy – موسوعة ستانفورد للفلسفة موسوعة ستانفورد للفلسفة بدأت بداية متواضعة، عندما قام إدوارد زالتا، الفيلسوف في مركز ستانفورد لدراسة اللغة والمعلومات، بإطلاقها في سبتمبر/أيلول 1995، وقد تحولت إلى موسوعة على الإنترنت متاحة بشكل مجاني للجميع، وتلبي أعلى المعايير الأكاديمية. لديها أكثر من 5 ملايين إصدار، وفي عام 2015، احتوت الموسوعة على 1500 مدخل جديد، مع تحديثات تتم بشكل يومي، وتنال مشاهدات تزيد عن المليون في الشهر الواحد. موسوعة ستانفورد، تعد أحد أكثر المواقع إثارة وقيمة على شبكة الإنترنت، ليس بسبب المحتوى الثري فقط، وإنما بسبب توفيرها لمعرفة عالية الدقة والموثوقية، كما أنها مجانية، يكتب فيها المحتوى على يد خبراء، وتراجع من قبل الأقران. 6- The Canadian Encyclopedia – الموسوعة الكندية لاحظ الكندي ميل هورتيج، في الثمانينيات أن الموسوعات الموجودة آنذاك تحتوي على أخطاء صارخة بخصوص بلده، ومن هنا، قرر أن يطلق مشروعاً لعمل موسوعة كندية جديدة، كمرجع وطني موثوق، يغطي العديد من المجالات. وقد استقدم فيها أكثر من 3000 مؤلف، وقاموا بعمل بطاقة فهرس لكل حقيقة في الموسوعة، عليها توقيع باحث، فيما تستقي الموسوعة معلوماتها من 3 مصادر مختلفة، كما يراجع كل مقال 3 باحثين مستقلين. وقد ظهرت النسخة الرقمية للموسوعة في 2001، ما يعني أن أي أحد يستطيع دخول الإنترنت يمكن له الوصول إليها، وقد بلغ عدد المقالات الآن أكثر من 19 ألف مقال، باللغتين الإنكليزية والفرنسية، وقد زاد حجمها أربعة أضعاف عن الحجم الأصلي، كما تنمو بمقدار 60 مقالاً يكتب أو يراجع في الشهر، ويقدر زوارها ب6 ملايين سنوياً.