كنت أول من بلغه الخبر في المغرب، خارج الرسميين في ذلك اليوم الرهيب عن اختطاف المهدي بنبركة، يقول عبد الواحد الراضي، في مذكراته «المغرب الذي عشته»، ويضيف الكاتب الأول الأسبق للاتحاد الاشتراكي ووزير العدل الأسبق أيضا:«اتصلت بنا عبر هاتف البيت، وكنت أسكن وقتئذ في حي حسان في الرباط، زوجة الدكتور عبد السلام التازي، والدكتور التازي كان من بين أبرز أطباء القلب ومن أساتذة هذا التخصص، كلية الطب في الرباط، كانت زوجته مواطنة نرويجية، كما كانت زوجة الشاب التهامي الأزموري نرويجية كذلك (التهامي الأزموري كان آخر شخص كان في لحظتها مع المهدي بنبركة حينما تقدم إليه رجال أمن فرنسيين يزي مدني)، وبالتالي، كانت السيدتان النرويجيتان صديقتين، كما كانت كل من أسرتي التازي والأزموري صديقتين لي ولأسرتي الصغيرة، فكنا نعرف بعضنا البعض». ويسترسل عبد الواحد الراضي قائلا:«ماذا حدث؟ لما «ألقي القبض على المهدي» (هكذا وصلتنا صيغة الخبر في البداية) اضطر التهامي الأزموري أن يختفي تماما مخافة اعتقاله، وطبعا أخطر زوجته بالأمر، وطلب منها أن تتصل بعبد الواحد الراضي، وجرى بينهما تفكير سريع في كيفية إخبار الراضي بدون إثارة انتباه بعض الأجهزة الأمنية التي قد تكون وضعت هاتف الراضي تحت آليات التنصت!، فانبثقت لديهما فكرة الاتصال بزوجة الدكتور التازي، وفعلا، جاءت السيدة التازي على الفور إلى بيتي وحكت ما جرى للمهدي في باريس بالصيغة الأولى التي توصلت بها».