قال عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الإستقلال، أنه لا يجب على المغرب أن ينسى أنه غادر بإرادته منظمة الوحدة الإفريقية و يعود اليوم بإرادته للأسرة الإفريقية عبر بوابة الاتحاد الأفريقي. وأشار المتحدث في مقال له، إلى أن الأسباب التي دفعت المغرب لإتخاذ قرار المغادرة لازالت قائمة و هي قبول عضوية الجمهورية الوهمية في منظمة الوحدة الإفريقية بل و تحولها مع الاتحاد الأفريقي إلى عضو مؤسس. وتابع بنحمزة، إن حصول المغرب على دعم الغالبية العظمى من الدول الأفريقية كان أمرا متوقعا، فعدد الدول الافريقية التي تعترف بالجمهورية الوهمية لا تتعدى 11 دولة، لهذا كان أصدقاء المغرب في القارة يحلون على عودة المغرب و تمكينهم من دولة كبرى قادرة على أن تلعب دور القيادة في مواجهة كل من جنوب افريقيا و الجزائر، لهذا فعودة المغرب اليوم إلى الاتحاد الأفريقي سيسهم في رفع الحرج والضغط على عدد كبير من حلفائه الذين كانوا بين كماشة جوهانسبورك و الجزائر. واعتبر بنحمزة أن الرهان السياسي لعودة المغرب يتمثل في تصحيح وضعية الجمهورية الوهمية، فالمغرب لا يراهن على اعتراف دول الاتحاد جميعا بسيادته على كامل ترابه الوطني، بل أساسا عدم تكريس موقف مسبق من النزاع بخصوص الصحراء، حيث تمثل عضوية الجمهورية الوهمية في الاتحاد الأفريقي، أمرا مخالفا للجهود التي تبدلها الأممالمتحدة لإيجاد حل للنزاع المفتعل. إن الأمر أيضا ينطوي على تناقض من جهة جبهة البوليساريو، فهي من جهة أعلنت قيام « الدولة » من جانب واحد، دون أن تستشير السكان في الصحراء، وتتصرف فعلا كدولة في الاتحاد الأفريقي، رغم أن الجميع يعرف بأنها دولة لا وجود لها على الأرض بل سبقت الزمن الافتراضي منذ سنوات طويلة، لكنها من جهة أخرى وعلى صعيد الأممالمتحدة وفي مختلف المحافل الدولية، فإنها تصر على المطالبة بحق تقرير المصير الذي في عرفها لا يمكن أن يكون سوى في شكل إستفتاء يختار بموجبه الصحراويون بين الاستقلال عن المغرب أو الإندماج الكلي فيه. وخلص بنحمزة إلى أنه من يعلن « دولة » لا يمكن أن يكون جديا في مطالبته بتقرير المصير بغض النظر عن مضمونه. المغرب يجب أن يركز على مسار القضية في الأممالمتحدة، و أن رهانه السياسي هو أن يدفع الاتحاد الأفريقي إلى تبني مقاربة الأممالمتحدة، أما عدم تحقق ذلك، مع القبول بالجلوس إلى جانب الجمهورية الوهمية، فمعناه أننا أضعنا أزيد من 30 سنة بدون نتيجة…