بدا البشير بنبركة نجل المناضل السياسي الذي اغتيل يوم 29 أكتوبر 1965 56 مستاءا، وهو يتحدث عن مفارقة غريبة، عميل الكاب 1 يرفع دعوى قضائية ضده وضد عائلة بنبركة وقاضي التحقيق الفرنسي والصحافي تيال، بدعوى أنهم يمسون بشرفه وسمعته حينما يؤكدون أن التونزي ليس إلا عميل المخابرات الذي حمل اسم الشتوكي! مصدر المفارقة أن تتزامن هذه الدعوى مع شهادة وثق فيها المعتقل السياسي السابق عباس بودرقة ورفيق دربه شوقي بنيوب في كتاب « كذلك كان »، كيف اعترف ميلود التونزي في جلسة استماع خاصة بإشراف من أعضاء من هيأة الإنصاف والمصالحة وحضور ياسين المنصوري، رفيق دراسة الملك، الذي يشغل منصب المدير العام لمديرية الدارسات والمستندات، أنه أي التونزي، هو نفسه عميل المخابرات السابقة الكاب 1 الشتوكي! « أنا اتساءل، يضيف البشير بنبركة في تصريح ل »فبراير.كوم »: » من وراء ميلود التونزي؟! لدينا قناعة أنه لا يتصرف بشكل شخصي، وأن هناك جهات تدفعه لخلط الأوراق » إن الحقيقة التي كشف عنها كتاب « كذلك كان »، يضيف البشير بنبركة، سبقتها تصريحات صحافية مغربية أو فرنسية، وأستغرب كيف يدعي الشتوكي في دعوى قضائية أننا مسسنا بكرامته، في الوقت الذي تؤكد شهادة من ساهموا في فتح ملف الرصاص، أن نفس الشخص اعترف أنه هو الشتوكي بحضور شخصية معروفة » وكان قد أصدر البشير بنبركة ومحامي عائلة المهدي بنبركة بيانا حول متابعته من طرف ميلود التونزي أو الشتوكي، المتهم في قضية احتفاء المهدي بنبركة، أكد فيها تعرضه يوم الأربعاء 18 يناير 2017، والمحامي الأستاذ موريس بيتان لمتابعة قضائية على إثر الشكاية بسبب «القذف العلني» التي تقدم بها عميل المخابرات المغربية السابق «كاب 1» ميلود التونزي. ويدعي هذا الأخير أننا عندما تؤكد عائلة المهدي بنبركة، أنه نفس الشخص الشتوكي الذي كان متهما في عملية المهدي بنبركة واختفائه والذي صدر في حقه حكم غيابي من طرف محكمة الجنايات لاسين، سنة 1967، فإن هذا الأمر «يمس بشرفه وبسمعته». تشمل الدعوة والمتابعة أيضا بارتريك راماييل وهو قاضي التحقيقي ما قبل الأخير المكلف بالملف، وجوزيف تيوال وهو صحفي بفرانس تلفزيون، وفديريك بلوكان صحفي بأسبوعية ماريان ومارك بودريي صحفي وكاتب، ويجب أن نؤكد مرة أخرى، كما جاء في بلاغ نشرته « فبراير.كوم » أمس، أن المشتكي لم تكن له الشجاعة الكافية ليتنقل شخصيا، تاركا أمر إيداع الشكاية لمحاميه الفرنسي. ويضيف بلاغ عائلة المهدي بنبركة: » هكذا، ففي الوقت الذي مازالت فيه عملية الحصاد السياسية باسم دواعي المصلحة العليا للدولة، سواء منها المغربية أو الفرنسية، تستمر في الحيلولة دون تقدم العدالة في مسار إجلاء الحقيقة حول «الاختفاء» الإجرامي للمهدي بنبركة، فإن أحد الأشخاص الرئيسيين في ذلك الاختفاء يتطاول بكيفية مخزية على عائلة الضحية وعلى محاميه. منذ محاكمة مختطفي المهدي بنبركة أمام محكمة الجنايات بلاسين سنتي 1966 و1967، كان اسم ميلود التونزي مرتبطا باسم الشتوكي، ومنذ آنذاك، سواء في إطار التحقيق القضائي المفتوح بباريس أو في العديد من المنشورات الصادرة، سواء في المغرب أو في فرنسا، وكذلك عند الاستماع إليه من لدن هيئة للإنضاف والمصالحة، أصبح التثبت من هوية ميلود التونزي والشتوكي واقعا مثبتا لا مراء فيه. واليوم، بدلا من المساهمة في التعربف بالحقيقة، فإن ميلود التونزي أولئك الذين يدعمونه يفضلون التقدم بشكاية، ومن خلال مثل هذه الأساليب التهديدية، فإنهم يعتقدون أنه بإمكانهم تثبيط همة عائلة المهدي بنبركة ومحاميها، وكذا كل الذين يطمحون إلى إجلاء الحقيقة وإحقاق العدالة ومواصلة العمل الدؤوب، الذي انطلق منذ أكثر من خمسين سنة خلت، وذلك قصد معرفة الظروف الدقيقة لاختفاء قائد المغرب. إن سخطنا واستنكارنا لهذا الاستفزاز المخزي لهو من نفس مستوى المسؤولية التي تتحملها، أساسا، السلطات الفرنسية والسلطات المغربية التي ما فتئت تعرقل وتعيق عمل العدالة، وذلك على الخصوص من خلال الإبقاء على سرية الدفاع في فرنسا أو من خلال عدم تنفيذ الإنابات القضائية الدولية في المغرب، وبذلك تضمن الحماية لهذا المشتكي المجرم ولشركائه في الجريمة وتضمن لهم جميعا الإفلات من العقاب. » تقرؤون أيضا: الشتوكي المتهم في قضية بنبركة يقاضي البشير ومحامي العائلة