بدا من الواضح أن فؤاد عالي الهمة، كبير مستشاري الملك، توارى خطوة إلى الخلف وهو يقدم على نفسه مستشاري الملك، ياسر الزناكي الذي كان يتأبط الرسالة الملكية، وإلى جانبه مستشار الملك عمر عزيمان ووزير الداخلية محمد حصاد ووزير الأوقاف أحمد التوفيق، لكن تواري الرجل الذي يعرف بمكانته القوية ونفوذه في البلاط، سرعان ما تبينت ووزير الأوقاف يلتفت إليه في الوقت الذي كان يقرأ بصوت منخفض الرسالة الملكية استعدادا لتلاوتها أمام المعزين. حيث رفع وزير الأوقاف رأسه عن الكتاب الملكي، وتجاوز بنظراته جمال وريث الشيخ حمزة في الزاوية البودشيشة، ليطلب من مستاري الملك الهمة وعزيمان معا استشارة، وهو يركز النظر في شخص رفيق دراسة الملك ورجل ثقته فؤاد عالي الهمة. إنها لقطة بسيطة قد لا تعني الكثير، لكنها تلخص جزءا من موازين القوى، خلف أسوار البلاط. تقرؤون أيضا: حينما قال الهمة: لقد كان السيف القاطع جاهزا للنزول على الأعناق