من المنتظر أن يحضر الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الزعيم الوطني والقائد الاتحادي، والوزير الأول الأسبق، ندوة خاصة حول أسرار الإنصاف والمصالحة. وسيحضر الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ندوة تقديم مذكرات الأساتذة امبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب، العضوين السابقين في هيئة الإنصاف والمصالحة، التي ترأسها الراحل إدريس بنزكري. وستعقد الندوة بالمكتبة الوطنية على الساعة الخامسة مساء يوم الخميس المقبل الموافق ل19 من شهر يناير الجاري. أما موضوع الندوة التي سيديرها الأستاذ حسن نجمي، وسيلقي النقيب محمد الريسوني ضمن فعاليتها شهادة خاصة، فتتعلق بمسار تشكل هيئة الإنصاف والمصالحة التي شدت انتباه عدد من الفاعلين في المجال الحقوقي والسياسي في المغرب وخارجه. وتنقسم مذكرات الأستاذة امبارك بودرقة وشقي بنيوب إلى عدد من المحاور، بدءا من السياق الذي تشكلت فيه هيئة المصالحة، وكيف خرجت من رحم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وكيف رفض عدد من الحداثيين حينها رفع توصية تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة إلى الجهات المعنية، وكيف تشكلت بعدها بصعوبة، وكيف كادت أن تتوقف في متصف الطريق … وكيف كان هذا النقاش عصارة مجهود وطني خاص دون أن يكون لأي فاعل خارجي بصمة فيه. وتتوقف المذكرات أيضا عند منهجية العدالة الانتقالية المغربية والكشف عن الحقيقة، وتعامل المؤسسات والسلطات العمومية مع هيأة الإنصاف والمصالحة، ثم العراقيل التي واجهها فريق التحري في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة في رحلة التقصي الذي قادت الفريق إلى الصحراء المغربية، ومدلول المصالحة المعبر عنها في الحوار العمومي، وما حدث قبل عقد جلسات الاستماع العمومية. وقد اختار الأساتذة امبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب عنوان كتابهما المشترك الخاص بمذكراتهما حول مرحلة خاصة للغاية .. «كذلك كان .. مذكرات من تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة». وتجدر الإشارة إلى أن تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة كانت تجربة فريدة في تاريخ المغرب الحقوقي، كما كانت تجرية مميزة في العالم العربي والإسلامي، خاصة أنها كانت سابقة في طي مخلفات سنوات الرصاص التي عاشها المغرب منذ استقلال المغرب، بين المعارضة التي كان يقودها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والسلطات العمومية. كما تجدر الإشارة إلى أن تجربة الإنصاف والمصالحة، لاقت بعض الانتقادات والاعتراضات من قبل منظمات حقوقية مغربية، بشأن تنفيذ توصياتها العالقة.