عد أكثر من عشر سنوات من انتهاء أشغالها وتقديمها تقريرها الختامي، وفي الوقت الذي يواصل فيه المجلس الوطني لحقوق الانسان تدبير "إرث" هيئة الانصاف والمصالحة، خرج اثنان من أعضاء نواتها الصلبة إلى جانب رئيسها الراحل إدريس بنزكري، بكتاب مذكرات يتضمن تفاصيل مثيرة من أشغال تلك الهيئة، في تجربة هي الاولى من نوعها في توثيق وكشف خبايا محطات هامة من التاريخ الحديث للمغرب. كل من امبارك بودرقة وشوقي بنيوب، ضمّنا كتاب "كذلك كان" معطيات موثقة وقوية تكمّل وتوضح الخلاصات الرسمية التي انتهى إليها التقرير الختامي للهيئة. ويقدم الكتاب قصصا وتفاصيل هامة عن أكثر مراحل اشتغال الهيئة في حقل للألغام، فتحه الملك محمد السادس بعد توليه العرش، يتمثل في كشف وتفكيك الإرث المأساوي لعهد والده الراحل الحسن الثاني، وتضميد جراح ضحايا سنوات الرصاص. الكتاب سيصدر رسميا بعد غد الخميس، حيث تحتضن الكتبة الوطنية حفل تقديمه بحضور شخصيات بارزة يتقدمها الزعيم الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي. وسيكون الرأي العام على موعد مع فصول أربعة قسم إليها الكتاب، الاول حول مفاوضات إحداث هيئة الانصاف والمصالحة، والثاني يهم كشف حقيقة بعض المحطات الحساسة في سنوات الرصاص، والكتاب الثالث مخصص لرحلة أعضاء الهيئة نحو الصحراء، فيما يخصص الفصل الرابع ل"أمور أخرى وضمانات عدم التكرار".