أكد السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 25 سنة على تأسيس اتحاد المغرب العربي الذي احتضنته مدينة طرابلس الليبية السبت 14 فبراير 2014، أن هذا الاجتماع الذي يحضره وزراء خارجية الدول الخمس ، يعد مناسبة سانحة لتقييم خمسة وعشرين سنة من تأسيس اتحاد المغرب العربي ، مؤكدا أن الحصيلة لم ترق إلى طموحات شعوب المغرب العربي "وكل وقت نضيعه تضيع فيه إمكانيات دولنا و آمال شعوبنا في التنمية والأمن والاستقرار"، يضيف السيد وزير الشؤون الخارجية. لم نرق إلى مستوى هذه التحديات التي تواجهنا ، يؤكد السيد مزوار، و يمكن أن نقوم باستقراء للرأي لنعرف ما ينتظره منا شعوبنا من أفعال وقرارات للسير قدما في اتجاه رفع قدراتنا في بناء اتحاد قوي ومتكامل ، فرغم أن الإمكانيات التي نتوفر عليها ، إلا أننا لم نجد إلى حد الآن ،يؤكد السيد مزوار، الآلية الضرورية للتعامل مع واقعنا و التحديات التي تنتظرنا من منظور المستقبل كنخب سياسية وكحكومات.
لسنا في حاجة إلى خطابات الطمأنينة ، يشدد وزير الشؤون الخارجية، ف"علينا أن نكون موضوعيين لتقييم هذا الوضع في اتجاه تبني رؤية جديدة لعمل اتحاد المغرب العربي تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات السياسية والجيوستراتيجية التي تشهدها منطقتنا المغاربية"، وأملنا كبير ، يضيف السيد مزوار، في أن نخرج بنتائج مشرفة من هذا الاجتماع من اجل بناء فضاء مغاربي مشترك ومتضامن بين دوله وشعوبه مبني على الحوار البناء، والتشاور السياسي الهادف والمستمر، كي يتبوأ المكانة اللائقة به ضمن التكتلات الإقليمية القائمة ، ولمواكبة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، والتي جعلت من الأقطاب الجهوية فاعلا أساسيا في الساحة الدولية في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية .
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون انه و انطلاقا من هذه الرؤية، ما فتئ جلالة الملك محمد السادس، يدعو في مناسبات عديدة إلى انبثاق نظام مغاربي جديد يشكل، بدوله الخمس، محركا حقيقيا للوحدة العربية، وفاعلا رئيسيا في التعاون الاورومتوسطي ، وفي الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء ، والاندماج الإفريقي.
. ولم يفت السيد مزوار التأكيد على أن تفعيل التعاون الأمني بين دول الاتحاد أصبح اليوم ضرورة قصوى أكثر من أي وقت مضى، في ظل التهديدات الإرهابية التي تهدد دوله، خاصة تلك القادمة من منطقة الساحل الإفريقي، كما انتهى إلى ذلك مؤتمر أمن الحدود الذي احتضنه المغرب في بداية السنة الحالية، وعرف مشاركة دول الاتحاد وشركاءهم الأوربيين، وتوج بإعلان الرباط الذي دعا إلى توحيد الجهود والتنسيق المشترك لتوفير الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وكان السيد وزير الشؤون الخارجية قدم في كلمته تعازي المغرب إلى الجزائر بسبب فاجعة تحطم الطائرة الذي ذهب ضحيته 77 بالجزائر، كما ابلغ السيد مزوار رئيس الحكومة الليبي تهاني جلالة الملك محمد السادس بمناسبة حلول الذكرى الثالثة للثورة الليبية للتي تصادف 17 فبراير، معبرا له عن دعم المغرب للمحطة الانتقالية بليبيا متمنيا نجاحها بما يضمن استقرار ورفاهية الشعب الليبي
من جهة أخرى، كان اللقاء التشاوري لوزراء خارجية المغرب العربي الذي انعقد على هامش الاحتفال. فرصة للتداول حول معيقات اتحاد المغرب العربي وضرورة تفعيل مؤسساته وانتظام اجتماعاتها وتطوير أدائها في أفق بناء اتحاد مغاربي جديد.
في السياق ذاته، تباحث قبل انطلاق الاجتماع مع السيد علي زيدان محمد، رئيس الحكومة المؤقتة الليبية ، بشأن الوضع في ليبيا والدور الذي يلعبه المغرب لأجل استقرارها إضافة إلى الوضع المغاربي.