أجرى السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الثلاثاء ببروكسيل، عددا من اللقاءات الثنائية المهمة مع شخصيات سياسية في البرلمان الأوروبي ومسؤولين في المفوضية الأوروبية توجت بغذاء مناقشة مع مجموعة أصدقاء المغرب في البرلمان الأوروبي. وكانت أولى اللقاءات الهامة مع وزير الخارجية البلجيكي ديديي ريندرس، الذي وجه دعوة إلى السيد وزير الشؤون الخارجية لحضور احتفالات مرور خمسين سنة على هجرة الجالية المغربية إلى بلجيكا والتي ستحتضنها ببروكسيل السنة المقبلة ، كما عرض وزير خارجية بلجيكا على السيد صلاح الدين مزوار مساعدة الحكومة البلجيكية للمغرب في تفعيل سياسية الهجرة والتعاون جنوب جنوب التي تبناها المغرب بعد تسوية أوضاع المهاجرين، مبديا تثمين بلجيكا للجهود التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من اجل الحفاظ على الاستقرار في إفريقيا انطلاقا من مقاربة إنسانية في التعامل مع مشاكل القارة ، والدور الذي اضطلع به جلالته في الحفاظ على استقرار دولة مالي وعدد من الدول الإفريقية. من جانبه، أثنى السيد مزوار على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين مقترحا على نظيره البلجيكي توسيع آليات الحوار السياسي بين البلدين في ما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعطاء مضمون جديد للعلاقات الثنائية ، خاصة في شقها الاقتصادي، مع التعاون في تفعيل الشراكة جنوب جنوب كما يراها المغرب انطلاقا من أولويات محددة تهم الحرص على الأمن الغذائي بإفريقيا والتدبير الإنساني لملف الهجرة السرية والحرص على توطين المهاجرين في بلدانهم الأم مع خلق مشاريع مدرة للدخل والانخراط في برامج الكهربة القروية وتلك التي تهم الاقتصاد الاجتماعي. ولقي هذا العرض تجاوبا كبيرا من وزير الخارجية البلجيكي الذي جدد دعم بلجيكا والاتحاد الأوروبي لمسار الإصلاحات السياسية بالمغرب معلنا استعداد حكومته لتفعيل رؤية جديدة للعلاقات الثنائية مع المغرب في كافة المجالات. من جانب أخر، عقد السيد صلاح الدين مزوار لقاء مع مفوض اللجنة الأوروبية لحسن الجوار ستيفان فول ، وتباحث الطرفان حول الآليات التي يقترحها الاتحاد الأوروبي لمواكبة المغرب في الإصلاحات التي انخرط فيها والتي جعلته نموذجا، حسب تعبير فول، يقتدى به في المنطقة، كما استعرض الطرفان مسار مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد البحري وسبل تفعيل التعاون الجهوي على مستوى اتحاد المغرب العربي. في السياق ذاته،التقى السيد صلاح الدين مزوار بالمفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الإفريقية ، السيد ايلمار بروك، وتداول الطرفان حول الوضع السياسي والأمني في إفريقيا، والجهود التي يقوم بها المغرب لفرض الاستقرار والأمن بعدد من الدول الإفريقية وعلى رأسها التأطير الروحي في مواجهة التطرف والإرهاب ومواكبة عدد من الدول الإفريقية في إعادة بناء مؤسساتها ، وتفعيل المشاريع المدرة للدخل لفائدة الساكنة. من جهة أخرى، كان لقاء السيد مزوار بمفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي السيدة سيسيليا مالمستروم، مناسبة أثنت فيها الأخيرة على المبادرات الإنسانية التي يقوم بها المغرب لفائدة الحفاظ على استقرار إفريقيا وسياسة الهجرة وتفعيل تعاون جنوب جنوب التي انخرط فيها المغرب ، مبدية استعدادها لمساعدة بلادنا في هذا المسار بالنظر إلى التحديات التي يطرحها ملف الهجرة السرية على المغرب والفضاء الأورومتوسطي ، وعلى اعتبار أن المغرب أصبح بلد استقبال للمهاجرين السريين . وشدد السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون على أهمية انخراط أوروبا في المبادرات التي يقوم بها المغرب مستعرضا التجربة الناجحة في هذا الشأن، مع الجارة اسبانيا من خلال تفعيل الهجرة الموسمية القانونية،كما شدد السيد مزوار على ضرورة أن يشمل التعاون في هذا الشأن المنظمات الإفريقية الجهوية. في الإطار ذاته، تباحث السيد مزوار مع رئيس فريق الحزب الشعبي بالبرلمان الأوروبي السيد جوزيف دول، وهمت المباحثات بين الطرفين الوضع في المنطقة المغاربية ، ونجاح المغرب في تدبير مرحلة ما يدعى بالربيع العربي، من خلال انخراطه في مسار الإصلاحات السياسية والدستورية مقارنة بدول الجوار، الشيء الذي جعل منه نموذجا يقتدى به في المنطقة. وكان لقاء السيد مزوار برئيس مفوضية الشؤون المغاربية السيد اونطونيو مانزيري ، فرصة للجانبين لوضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بجمود اتحاد المغرب العربي الراجع إلى رفض الطرف الجزائري أي مبادرة لتحريك عجلة مؤسسات الاتحاد، كما طالب السيد مزوار بضرورة إحصاء ساكنة تندوف، وأكد السيد مانزيري أن الفريق الاشتراكي بالبرلمان الأوروبي سيزور تندوف ما بيم 18و19 يناير المقبل للوقوف على الو ضع الحقوقي والإنساني بالمنطقة.