تحل غدا الذكرى 18 لوفاة الحسن الثاني، الملك الذي حكم البلاد من حديد وشغل الناس لعقود، من كبار السياسيين إلى المواطنين البسطاء، خاصة وقد وقعت في عهده أحداث سياسية واجتماعية كان لها وقعها وبصمتها وفرادتها أيضا. من تلك القضايا التي كادت تقع، تلك المثيرة التي فكر فيها التنازل عن العرش!! لم يسبق لملك أن فكر في التنازل عن العرش مثلما وقع مع الملك الحسن الثاني، وقد ارتبط هذا الأمر بحدث آخر كبير هو المسيرة الخضراء:«عندما عدت إلى الرباط قادما من أكادير صعدت إلى شرفة القصر لأتأمل اخضرار ملعب الغولف، ونظرت إلى البحر نظرة مغايرة وأنا أخاطب نفسي (لقد كان من الممكن أن لا تعود إلى الرباط إلا للم حقائبك استعدادا للمنفى)، فلو فشلت المسيرة لكنت استقلت»!! وأضاف الملك في كتابه «ذاكرة ملك»:« إنه قرار أمعنت التفكير فيه طويلا بحيث كان يستحيل علي أن أترك على الساحة ضحايا لم يكن لهم سلاح سوى كتاب الله في يد والراية المغربية في اليد الأخرى. إن العالم كان سيصف عملي بالمغامرة... وكما نقول عندنا في اللهجة المغربية «ما كان بقي لي وجه أقابل به الناس». وذهب الملك الراحل بعيدا في أمر التنحي عن العرش فقال :«كنت سأشكل مجلسا للوصاية في انتظار أن يبلغ نجلي سن الرشد، وكنت سأذهب للعيش في فرنسا أو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالضبط في نيوجيرزي، حيث أتوفر على ملكية هناك».