ليس من المبالغة في شيء,القول بأن بيت أسرار الحياة الخاصة,للملك الحسن الثاني ظل لمدة طويلة وراء باب ضخم موصود,ومفاتيحه بيد الحسن الثاني,فطوال قرابة الأربعين سنة التي دامها حكم الحسن الثاني كانت هناك العديد من المعطيات العجيبة والغريبة التي لم يكن للمغاربة بها علم,مع أنها جرت بين جدران قصور الحكم فلم يكن ليخطر ببال المغاربة أن الراحل الحسن الثاني ، قد تخالجه في يوم من الأيام فكرة التنحي عن حكم المغرب، وهو الذي سعى بكل الوسائل إلى تثبيت دعائم الحكم بمملكة العلويين . وقد صرح مؤنس الحسن الثاني الراحل "بين بين"، الذي نذر حياته في سبيل ترويق مزاج ملك المغرب آنذاك، أن الراحل الحسن الثاني كان على أهبة تقديم استقالته والتنحي عن الحكم إذا ما فشلت المسيرة الخضراء في بلوغ أهدافها المنشودة، أي استرجاع الأقاليم الصحراوية. ويقول الحسن الثاني في كتاب ( ذاكرة ملك) "عندما عدت إلى الرباط قادما من أكادير صعدت إلى شرفة القصر لأتأمل اخضرار ملعب الغولف، ونظرت إلى البحر نظرة مغايرة وأنا أخاطب نفسي (لقد كان من الممكن أن لا تعود إلى الرباط إلا للم حقائبك استعدادا للمنفى)، فلو فشلت المسيرة لكنت استقلت، إنه قرار أمعنت التفكير فيه طويلا بحيث كان يستحيل علي أن أترك على الساحة ضحايا لم يكن لهم سلاح سوى كتاب الله في يد والراية المغربية في اليد الأخرى. إن العالم كان سيصف عملي بالمغامرة… وكما نقول عندنا في اللهجة المغربية "ما كان بقي لي وجه أقابل به الناس". وجوابا عن الكيفية التي كان من الممكن أن يتصرف على ضوئها سياسيا ودستوريا، يقول الحسن الثاني " كنت سأشكل مجلسا للوصاية في انتظار أن يبلغ نجلي سن الرشد، وكنت سأذهب للعيش في فرنسا أو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالضبط في نيوجيرزي، حيث أتوفر على ملكية هناك". لكن هل كان الحسن الثاني على أهبة الرحيل عن المغرب في حالة فشل المسيرة الخضراء؟ يجيب الحسن الثاني "أجل… وفي هذه الحال كان غيابي سيكون جسديا فقط، لأن المرارة لن تفارقني لاسيما وأنني ذقت طعم المنفى"، يقول الملك الراحل.