أكد المدير العام لشركة « الدارالبيضاء للنقل »، يوسف الضريس، أن حصيلة استغلال طرامواي الدارالبيضاء خلال سنة 2016 تكشف عن « الأداء المرضي جدا، وتؤكد سنة بعد أخرى، نجاح تجربة الطرامواي في أكبر حاضرة بالمغرب ». وأبرز الضريس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحصيلة « جد مشرفة » إذ « ارتفع معدل الإقبال، خلال سنة 2016، على استعمال هذا الخط الممتد على مساحة 31 كلم، والرابط بين سيدي مومن وعين الذئاب من جهة، وسيدي مومن والكليات من جهة أخرى، بنسبة 5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية ». وأضاف أن شهري مارس ودجنبر من السنة المنتهية، شهدا إقبالا لم يسبق تسجيله في السنوات الفارطة، حيث سجل يوم 7 دجنبر 2016 رقما قياسيا غير مسبوق (141 ألفا و493 مسافرا)، كما اعتبر الأسبوع الممتد من 5 إلى 11 من نفس الشهر، أحسن أسبوع منذ بداية الاستغلال، بتسجيله 801 ألف و517 عملية ولوج لمحطات الطرامواي، فيما بلغ عدد المسافرين خلال شهر مارس ثلاثة ملايين و413 ألف و407 مسافرين. وأعلن المدير العام لشركة « الدارالبيضاء للنقل » عن إطلاق خدمة جديدة لمستعملي الطرامواي، تتمثل في عملية تطبيقية على أجهزة الهواتف النقالة، توفر معلومات أساسية عن الخط وبرنامج ووتيرة الرحلات، وتخبر الزبناء بكل تأخر ناتج عن عطب تقني طارئ. وبخصوص المشاريع المقبلة، أكد المدير العام لطرامواي البيضاء، أن أشغال الخط الثاني (17 كلم) تجري حاليا على قدم وساق، قصد استغلاله في شهر أكتوبر من سنة 2018، مبرزا أنه سيغطي سبع مقاطعات تقدر ساكنتها بمليون و58 ألف و220 نسمة (حسب إحصائيات 2014)، انطلاقا من سيدي مومن إلى غاية ليساسفة، عبر رحلة تستغرق حوالي ساعة و13 دقيقة، ومن سيدي البرنوصي إلى عين الذئاب عبر رحلة تدوم حوالي ساعة وثلاث دقائق. أما خط الطرامواي الثالث، فسيمتد على مساحة 14 كلم (حي مولاي رشيد – مبروكة – أولاد زيان – وسط المدينة – مسجد الحسن الثاني)، في حين سيربط الخط الرابع للطرامواي، الممتد على مساحة 14 كلم أيضا، شارع إدريس الحارثي بشارع محمد السادس وصولا إلى محطة الدارالبيضاء الميناء. وأكد السيد الضريس أن الخطوط الأربعة للطرامواي ستعزز بخطين آخرين خاصين بحافلات ذات خدمة رفيعة، قابلة لاستيعاب عدد كبير من المسافرين، لها مساراتها الخاصة، وتتوفر على كل الشروط المطلوبة في وسائل النقل الحضري العصرية. وسيمتد الخط الخامس الخاص بهذا النوع من الحافلات، التي ستجول البيضاء لأول مرة، على مساحة 10 كلم وسيربط في البداية المدينةالجديدة الرحمة بالحي الحسني، يليه في ما بعد خط سادس يمتد على مساحة 12 كلم، سيربط في مرحلة أولى شارع القدس بكل من عين الشق وسيدي معروف وليساسفة. وأكد المدير العام للشركة أن هذه الخطوط مجتمعة، « تحترم فيها آجال التنفيذ »، طبقا للعقد الموقع بين الشركة ومجلس مدينة الدارالبيضاء، مبرزا أن المشاريع الجاري تنفيذها في هذا الشأن ستكون جاهزة للاستغلال سنة 2022. وتواكب هذه مشاريع، يضيف الضريس، أوراش أخرى هامة تروم توفير سبل الراحة والعيش الكريم لساكنة الحاضرة الكبرى، ويتعلق الأمر بمرائب للسيارات خاصة بالطرامواي، أنجز منها مرآب حي الوازيس، في الوقت الذي يجري فيه التفاوض بعين السبع لإنجاز مرآب ثاني، مشيرا إلى أن الشركة تواصل بحثها عن مواقع ملائمة تفي بحاجيات زبناء الطرامواي الباحثين عن مواقف لركن سياراتهم لمواصلة رحلتهم عبر الطرامواي. ومن أجل حماية البيئة من التلوث، دعا السيد الضريس مستعملي الطرامواي لاعتماد سلوك مستدام، يتمثل في اقتناء بطاقات تدوم صلاحية تعبئتها خمس سنوات، عوض اقتناء التذكرة الورقية المحدودة الاستعمال، معلنا بالمناسبة عن ارتفاع ثمن هذه الأخيرة بدرهم إضافي مع حلول سنة 2017، فيما سيظل ثمن السفر المدعم بنسبة 40 في المائة من قبل مجلس المدينة محددا في ستة دراهم. ومما يدعو للتفاؤل لدى مسؤولي شركة (الدارالبيضاء للنقل)، أنه بالرغم من العجز المسجل (80 مليون درهم)، فإن مستعملي هذه الوسيلة الحديثة في نظام الحركية الحضرية، ظلوا أوفياء للطرامواي، حتى وإن كان أغلبهم لا يزال يقتني التذكرة ذات الاستعمال المحدود، مع الإشارة إلى أن حصة المنخرطين في ارتفاع إذ بلغت 40 في المائة خلال شهر نونبر 2016. لكن نسبة الحوادث عرفت ارتفاعا طفيفا خلال 2016، إذ بلغت 97 حادثة، 56 منها وقعت خلال أوقات الذروة في المحاور الخاصة بتقاطع الطرقات. بعد أربع سنوات من تشغيل طرامواي الدارالبيضاء، سجلت فيها الشركة المشرفة نقل أزيد من 130 مليون مسافر، تبين أن البيضاويين تأقلموا بسرعة مع هذه الوسيلة الحديثة في النقل الحضري، وأصبحوا يفضلونها على الوسائل التقليدية (حافلات وسيارات أجرة) لما توفره من سرعة وأمن وراحة، وكلهم أمل في أن ترى بقية الخطوط المبرمجة النور في أقرب الآجال، للتخلص من شبح أزمة أرقتهم سنين طوال.