حاز الفيلم الوثائقي » كل شيء مكتوب » لمخرجته الفرنسية من أصل تونسي سونيا بن سلامة بالجائزة الكبرى للدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، الذي احتضنته مدينة خريبكة في الفترة ما بين 19 و 22 دجنبر الجاري. ويرصد الفيلم المتوج في هذه التظاهرة الفنية، التي اختتمت مساء اليوم الخميس ، من ضمن قائمة ضمت 14 فيلما وثائقيا لبلدان عربية وأجنبية، صورة امرأة شابة، قبل 70 سنة في قصور الساف وسط تونس ، هربت من بيت زوجها ووقعت للمرة الوحيدة في حياتها ضد « المكتوب » ، لتجد نفسها اليوم وفي نفس المكان فتاة شابة تستعد للزواج. وعادت جائزة لجنة التحكيم مناصفة لفيلم » أبدا لم نكن أطفالا » لمخرجه المصري محمود سليمان ، وفيلم » شجرة بدون فاكهة » لمخرجته من النيجر عائشة مكاي ، فيما آلت جائزة الإخراج لفيلم « رجاء بنت الملاح » لمخرجه المغربي عبد الاله الجوهري ، وجائزة الصورة لفيلم « يصب في الهند » لمخرجته ناطاشا رهيجا من (الهند/الولايات المتحدة الأمريكية)، أما جائزة الجمهور فعادت لفيلم » على طريق الفوسفاط » للمخرجين المغربيين محمد نضراني ومليكة المنوك. وبالنسبة لجائزة الهواة المهداة من طرف المجمع الشريف للفوسفاط فقد عادت لفيلم » كويو كناوة » لعبد الحكيم الجعواني، كما عادت نفس الجائزة المهداة من طرف مركز الجزيرة للتدريب والتطوير لفيلم » كوريكا » لمخرجه عصام الشهبوني، فيما آلت جائزة النقد ، التي تحمل اسم الناقد الراحل مصطفى المسناوي ، لفيلم » على طريق الفوسفاط » للمخرجين محمد نضراني ومليكة المنوك من المغرب. ومنحت جوائز المسابقة الرسمية لهذه الدورة لجنة التحكيم، التي ترأسها السيناريست والباحث السوسيولوجي عثمان أشقرا ، وتكونت من الانتروبولوجي والباحث الفرنسي رومان سيمينيل، والإعلامية الأرجنتينية أناليا إغليسياس، والإعلامية اللبنانية رويدا مروة ناصر، والمخرج والمنتج (المغرب/قطر) المهدي بكار. وبخصوص لجنة تحكيم النقد فقد ترأسها الباحث منير اويسوكوم رئيس ماستر السينما والأدب بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال إلى جانب عضوية الباحث الجامعي والناقد السينمائي حميد أتباتو والناقد والإعلامي الجزائري جمال محمدي، أما لجنة تحكيم جائزة المخرجين الهواة، فقد ضمت في عضويتها الممثلة مجيدة بنكيران (رئيسة) والمنتج والمخرج الوثائقي الطاهر العبدلاوي، والسينيفيلي والمخرج الهاوي مصطفى اكويس(أعضاء). وشهد حفل الاختتام تكريم كل من الباحث الأنتربولوجي والمخرج الوثائقي الفرنسي رومان سيمينيل، الذي له العديد من الدراسات والبحوث الجامعية العلمية والمشتغلة على العديد من الحفريات المغربية لاسيما في منطقة الجنوب المغربي، إلى جانب تكريم مدينة الداخلة ، ضمن تقليد تم ترسيخه في فقرة تكريم مدينة من المدن المغربية للتعريف بما قطعه المغرب في مجال الاصلاحات والأوراش التنموية العديدة ، وتقريب المؤهلات الطبيعية والثقافية والسياحية التي تزخر بها المدينة للحاضرين وخاصة الوفود الأجنبية. يشار إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ضمت » أسامة » لآمنه عمر (سوريا)، و « يصب في الهند » لنتاشا سوريشراهيجا (أمريكا/الهند)، و « على طريق الفوسفاط » لمحمد نضراني ومليكة المنوك (المغرب) ، و » بشرى أحلام مرحلة » لخاليد الحسناوي (المغرب) ، و » شيكارا – ابن مصارع السومو » لسيمون لوران ويلمان (الدانمارك /اليابان) ، و » المتاهة…السعادة » لفيصل العتيبي (المملكة العربية السعودية) ، و » أبدا لم نكن أطفالا » لمحمود سليمان (مصر) . كما شملت هذه الأفلام » قهوة لكل الأمم » لوفاء جميل (فلسطين/الإمارات العربية المتحدة) ، و » الحج المحرم » لأحمد الضامن (فلسطين)، و » رجاء بنت الملاح » لعبد الإله الجوهري (المغرب)، و » عامر » لجاسم سعد الرميحي (قطر) ، و » الهاربون إلى الغانج » لتحسين محيسن (النرويج) ، و » شجرة بدون فواكه » لعائشة مكاي (النيجر) ، و » كل شيء مكتوب » لسونيا سلامة (تونس/فرنسا). وبخصوص أفلام الهواة فقد عرفت مشاركة أربعة أفلام وثائقية تهم » غناء الذاكرة » لمعاد سباعي من مدينة بوجنيبة ، و » كوريغا مدينة الغبار » لعصام الشهبوني من خريبكة ، و » هواوية » لوسيمة مرتجي من تطوان ، و » كويو كناوة » لعبد الحكيم اجعواني من الصويرة ، فيما تم اختيار فيلم » هرما » لأسماء المدير (المغرب) على مستوى أفلام البانوراما. وتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية السنوية، المنظمة من طرف جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة بدعم من ولاية ومجلس جهة بني ملال- خنيفرة والمجمع الشريف للفوسفاط و المركز السينمائي المغربي بهدف تنمية الإنتاج السينمائي الوطني في شقه الوثائقي والمساهمة في نشر الثقافة المهنية الوثائقية والمساهمة في التعريف بالفيلم الوثائقي الوطني والعربي والدولي، سلسلة من الأنشطة تشمل بالإضافة إلى عرض فيلم الافتتاح ، عرض أفلام المسابقة الرسمية وأفلام الهواة، وأفلام البانوراما ، وعروض الهواء الطلق وعروض سينمائية بمؤسسات تربوية وتكوينية وجامعية واجتماعية وسجنية. كما تضمن برنامج المهرجان ، المنظم بتعاون مع عمالة إقليمخريبكة والجماعة الحضرية ، تكريم فعاليات فكرية وعلمية من داخل وخارج الوطن، وتكريم مدينة مغربية وجمعية من المجتمع المدني، وتنظيم ندوات فكرية ولقاءات مفتوحة مع بعض المهنيين في مجال الفيلم الوثائقي من داخل وخارج الوطن، وورشات تهتم بالفيلم الوثائقي مؤطرة من طرف مهنيين ومختصين، إضافة إلى تنظيم معرض للفن التشكيلي ، وتوقيع وتقديم إصدارات وزيارات لمؤسسات تربوية وأمسيات فنية .